Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 100-100)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل فـيـمن عنى بذلك ، فقال بعضهم : عنى بقوله : { يٰأيَّها ٰلَّذِينَ ءَامَنُواْ } الأوس والـخزرج ، وبـالذين أوتوا الكتاب : شاس بن قـيس الـيهودي ، علـى ما قد ذكرنا قبل من خبره عن زيد بن أسلم . وقال آخرون : فيمن عُني بالذين آمنوا ، مثل قول زيد بن أسلم ، غير أنهم قالوا : الذي جرى الكلام بينه وبين غيره من الأنصار حتى هموا بالقتال ووجدوا اليهودي به مغمزاً فيهم ثعلبة بن عنمة الأنصاري . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ } قال : نزلت فـي ثعلبة بن عنمة الأنصاري ، كان بـينه وبـين أناس من الأنصار كلام ، فمشى بـينهم يهودي من قـينقاع ، فحمل بَعْضَهُم علـى بعضٍ حتـى همت الطائفتان من الأوس والـخزرج أن يحملوا السلاح فـيقاتلوا ، فأنزل الله عز وجل : { إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ } يقول : إن حملتـم السلاح فـاقتتلتـم كفرتـم . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا جعفر بن سلـيـمان ، عن حميد الأعرج عن مـجاهد فـي قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } قال : كان جماع قبـائل الأنصار بطنـين الأوس والـخزرج ، وكان بـينهما فـي الـجاهلـية حرب ودماء وشنآن ، حتـى منّ الله علـيهم بـالإسلام وبـالنبـي صلى الله عليه وسلم ، فأطفأ الله الـحرب التـي كانت بـينهم ، وألّف بـينهم بـالإسلام قال : فبـينا رجل من الأوس ورجل من الـخزرج قاعدان يتـحدثان ، ومعهما يهودي جالس ، فلـم يزل يذكِّرهما أيامهما والعداوة التـي كانت بـينهم ، حتـى استبَّـا ، ثم اقتتلا . قال : فنادى هذا قومه ، وهذا قومه ، فخرجوا بـالسلاح ، وصفّ بعضهم لبعض . قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد يومئذ بـالـمدينة ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلـم يزل يـمشي بـينهم إلـى هؤلاء وإلـى هؤلاء لـيسكنهم ، حتـى رجعوا ووضعوا السلاح ، فأنزل الله عزّ وجلّ القرآن فـي ذلك : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } إلـى قوله : { عَذَابٌ عظِيمٌ } [ آل عمران : 105 ] . فتأويـل الآية : يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله وأقرّوا بـما جاءهم به نبـيهم صلى الله عليه وسلم من عند الله ، إن تطيعوا جماعة مـمن ينتـحل الكتاب من أهل التوراة والإنـجيـل ، فتقبلوا منهم ما يأمرونكم به ، يضلوكم فـيردّوكم بعد تصديقكم رسول ربكم وبعد إقراركم بـما جاء به من عند ربكم كافرين يقول : جاحدين لـما قد آمنتـم به وصدّقتـموه من الـحقّ الذي جاءكم من عند ربكم . فنهاهم جلّ ثناؤه أن ينتصحوهم ، ويقبلوا منهم رأياً أو مشورة ، ويعلـمهم تعالـى ذكره أنهم لهم منطوون علـى غلّ وغشّ وحسد وبغض . كما : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ } : قد تقدّم الله إلـيكم فـيهم كما تسمعون ، وحذركم وأنبأكم يضلالتهم ، فلا تأمنوهم علـى دينكم ولا تنصحوهم علـى أنفسكم ، فإنهم الأعداء الـحسدة الضلال . كيف تأتـمنون قوماً كفروا بكتابهم ، وقتلوا رسلهم ، وتـحيروا فـي دينهم ، وعجزوا عن أنفسهم ؟ أولئك والله هم أهل التهمة والعداوة ! حدثنا الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، مثله .