Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 122-122)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني بذلك جلّ ثناؤه : والله سميع عليم حين همّت طائفتان منكم أن تفشلا . والطائفتان اللتان همتا بالفشل ذكر لنا أنهم بنو سَلَمة وبنو حارثة . ذكر من قال ذلك : حدثني مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } قال : بَنو حارثة كانوا نحو أحد ، وبنو سلمة نحو سلع ، وذلك يوم الخندق . قال أبو جعفر : وقد دللنا علـى أن ذلك كان يوم أحد فـيـما مضى بـما فيه الكفاية عن إعادته . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } … الآية ، وذلك يوم أحد ، والطائفتان : بنو سلـمة ، وبنو حارثة ، حيان من الأنصار ، همّوا بأمر ، فعصمهم الله من ذلك . قال قتادة : وقد ذكر لنا أنه لـما أنزلت هذه الآية قالوا : ما يسرّنا أنا لـم نهم بـالذي همـمنا به ، وقد أخبرنا الله أنه ولـينا . حُدثت عن عمار ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قوله : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ } … الآية ، وذلك يوم أحد ، فـالطائفتان : بنو سلـمة ، وبنو حارثة ، حيان من الأنصار ، فذكر مثل قول قتادة . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدي ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى أحد فـي ألف رجل ، وقد وعدهم الفتـح إن صبروا فلـما رجع عبد الله بن أبـيّ بن سلول فـي ثلثمائة ، فتبعهم أبو جابر السلـمي يدعوهم ، فلـما غلبوه وقالوا له : ما نعمل قتالاً ، ولئن أطعتنا لترجعنّ معنا ، وقال : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } وهم بنو سلـمة ، وبنو حارثة ، هموا بـالرجوع حين رجع عبد الله بن أبـيّ ، فعصمهم الله ، وبقـي رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي سبعمائة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال عكرة : نزلت فـي بنـي سلـمة من الـخزرج ، وبنى حارثة من الأوس ، ورأسهم عبد الله بن أبـيّ بن سلول . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } فهو بنو حارثة وبنو سلـمة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } والطائفتان : بنو سلـمة من جشم بن الـخزرج ، وبنو حارثة بن النبـيت من الأوس ، وهما الـجناحان . حدثنـي مـحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو بكر الـحنفـي ، عن عبـاد ، عن الـحسن فـي قوله : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } . … الآية ، قال : هما طائفتان من الأنصار همّا أن يفشلا ، فعصمهم الله ، وهزم عدوّهم . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيـينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } قال : هم بنو سلـمة ، وبنو حارثة وما نـحبّ أن لو لـم تكن همتا لقول الله عزّ وجلّ : { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } . حدثنـي أحمد بن حازم ، قال : ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا ابن عيـينة ، عن عمرو ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول ، فذكر نـحوه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : { إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } قال : هذا يوم أحد . وأما قوله { أَن تَفْشَلاَ } فإنه يعنـي : همّا أن يضعفـا ويجبنا عن لقاء عدوّهما ، يقال منه : فشل فلان عن لقاء عدوّه يفشل فشلاً . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس : الفشل : الـجبن . وكان همهما الذي همّا به من الفشل : الانصراف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والـمؤمنـين حين انصرف عنهم عبد الله بن أبـيّ بن سلول ابن معه ، جبناً منهم ، من غير شكّ منهم فـي الإسلام ولا نفـاق فعصمهم الله مـما هموا به من ذلك ، ومضوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجهه الذي مضى له ، وتركوا عبد الله بن أبـيّ ابن سلول والـمنافقـين معه ، فأثنى الله عزّ وجلّ علـيهما بثبوتهما علـى الـحقّ ، وأخبر أنه ولـيهما وناصرهما علـى أعدائهما من الكفـار . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } : أي الدافع عنهما ما هما به من فشلهما ، وذلك أنه إنـما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما من غير شكّ أصابهما فـي دينهما ، فتولـى دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته ، حتـى سلـمتا من وهنهما وضعفهما ، ولـحقتا بنبـيهما صلى الله عليه وسلم يقول : { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي من كان به ضعف من الـمؤمنـين أو وهن فلـيتوكل علـيّ ، ولـيستعن بـي ، أعنه علـى أمره ، وأدفع عنه ، حتـى أبلغ به وأقوّيه علـى نـيته . وذكر أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ : « وَاللّهُ وَلِـيُّهُمْ » . وإنـما جاز أن يقرأ ذلك كذلك ، لأن الطائفتـين وإن كانتا فـي لفظ اثنـين ، فإنهما فـي معنى جماع بـمنزلة الـخصمين والـحزبـين .