Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 138-138)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل فـي الـمعن الذي أشير إلـيه بهذا ، فقال بعضهم : عَنَى بقوله هذا : القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو بكر الـحنفـي ، قال : ثنا : عبـاد ، عن الـحسن فـي قوله : { هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } قال : هذا القرآن . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة . قوله : { هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ } وهو هذا القرآن جعله الله بياناً للناس عامة ، وهدى وموعظة للمتقين خصوصاً . حدثنا المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قال فـي قوله : { هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } خاصة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : ثنا ابن الـمبـارك ، عن ابن جريج فـي قوله : { هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } خاصة . وقال آخرون : إنـما أشير بقوله هذا إلـى قوله : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذّبِينَ } [ آل عمران : 137 ] ثم قال : هذا الذي عرفتكم يا معشر أصحاب مـحمد بـيان للناس . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق بذلك . وأولـى القولـين فـي ذلك عندي بـالصواب ، قول من قال : قوله هذا إشارة إلـى ما تقدّم هذه الآية من تذكير الله جلّ ثناؤه الـمؤمنـين ، وتعريفهم حدوده ، وحضهم علـى لزوم طاعته ، والصبر علـى جهاد أعدائه وأعدائهم ، لأن قوله هذا إشارة إلـى حاضر ، إما مرئي ، وإما مسموع ، وهو فـي هذا الـموضع إلـى حاضر مسموع من الآيات الـمتقدمة . فمعنى الكلام : هذا الذي أوضحت لكم وعرّفتكموه ، بـيان للناس يعنـي بـالبـيان : الشرح والتفسير . كما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } أي هذا تفسير للناس إن قبلوه . حدثنا أحمد بن حازم والـمثنى ، قالا : ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا سفـيان ، عن بـيان ، عن الشعبـي : { هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ } قال : من العَمَى . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن الشعبـي ، مثله . وأما قوله : { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ } فإنه يعنـي بـالهدى : الدلالة علـى سبـيـل الـحقّ ومنهج الدين ، وبـالـموعظة : التذكرة للصواب والرشاد . كما : حدثنا أحمد بن حازم والـمثنى ، قالا : ثنا أبو نعيـم ، قال : ثنا سفـيان ، عن بـيان ، عن الشعبـي : { وَهُدًى } قال : من الضلالة ، { وَمَوْعِظَةٌ } من الـجهل . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن بـيان ، عن الشعبـي مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { لِّلْمُتَّقِينَ } : أي لـمن أطاعنـي وعرف أمري .