Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 192-192)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ربنا إنك من تدخـل النار من عبـادك فتـخـلده فـيها فقد أخزيته ، قال : ولا يخزي مؤمن مصيره إلـى الـجنة وإن عذّب بـالنار بعض العذاب . ذكر من قال ذلك : حدثنـي أبو حفص الـجبـيري ومـحمد بن بشار ، قال : أخبرنا الـمؤمل ، أخبرنا أبو هلال ، عن قتادة ، عن أنس ، فـي قوله : { رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } قال : من تُـخـلد . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن رجل ، عن ابن الـمسيب : { رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } قال : هي خاصة لـمن لا يخرج منها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو النعمان عارم ، قال : ثنا حماد بن زيد ، قال : ثنا قبـيصة بن مروان ، عن الأشعث الـحملـي ، قال : قلت للـحسن : يا أبـا سعيد أرأيت ما تذكر من الشفـاعة حق هو ؟ قال : نعم حق . قال : قلت يا أبـا سعيد أرأيت قول الله تعالـى : { رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } و { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِينَ مِنْهَا } [ المائدة : 37 ] ؟ قال : فقال لـي : إنك والله لا تستطيع علـى شيء ، إن للنار أهلاً لا يخرجون منها كما قال الله . قال : قلت يا أبـا سعيد : فـيـمن دخـلوا ثم خرجوا ؟ قال : كانوا أصابوا ذنوبـاً فـي الدنـيا ، فأخذهم الله بها فأدخـلهم بها ، ثم أخرجهم بـما يعلـم فـي قلوبهم من الإيـمان والتصديق به . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } قال : هو من يخـلد فـيها . وقال آخرون : معنى ذلك : ربنا إنك من تدخـل النار من مخـلد فـيها وغير مخـلد فـيها ، فقد أخزي بـالعذاب . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا الـحرث بن مسلـم ، عن يحيـى بن عمرو بن دينار ، قال : قدم علـينا جابر بن عبد الله فـي عمرة ، فـانتهيت إلـيه أنا وعطاء ، فقلت : { رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } ؟ قال : وما إخزاؤه حين أحرقه بـالنار ! وإن دون ذلك لـخزياً . وأولـى القولـين بـالصواب عندي قول جابر : إن من أدخـل النار فقد أخزي بدخوله إياها ، وإن أخرج منها . وذلك أن الـخزي إنـما هو هتك ستر الـمخزي وفضيحته ، ومن عاقبه ربه فـي الآخرة علـى ذنوبه ، فقد فضحه بعقابه إياه ، وذلك هو الـخزي . وأما قوله : { وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } يقول : وما لـمن خالف أمر الله فعصاه من ذي نصرة له ينصره من الله فـيدفع عنه عقابه أو ينقذه من عذابه .