Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 29-29)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني بذلك جلّ ثناؤه : قل يا محمد للذين أمرتهم أن لا يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، إن تخفوا ما في صدوركم من موالاة الكفار فتسرّوه ، أو تبدوا ذلكم من أنفسكم بألسنتكم وأفعالكم ، فتظهروه يعلمه الله فلا يخفـى علـيه يقول : فلا تضمروا لهم مودّة ، ولا تظهروا لهم موالاة ، فـينالكم من عقوبة ربكم ما لا طاقة لكم به ، لأنه يعلـم سركم وعلانـيتكم ، فلا يخفـى علـيه شيء منه ، وهو مـحصيه علـيكم حتـى يجازيكم علـيه بـالإحسان إحساناً ، وبـالسيئة مثلها . كما : حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدي ، قال : أخبرهم أنه يعلـم ما أسرّوا من ذلك وما أعلنوا ، فقال : { إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ } . وأما قوله : { وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ } فإنه يعنـي أنه إذ كان لا يخفـى علـيه شيء هو فـي سماء أو أرض أو حيث كان ، فكيف يخفـى علـيه أيها القوم الذين يتـخذون الكافرين أولـياء من دون الـمؤمنـين ، ما فـي صدوركم من الـميـل إلـيهم بـالـمودّة والـمـحبة ، أو ما تبدونه لهم بـالـمعونة فعلاً وقولاً . وأما قوله : { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فإنه يعنـي : والله قدير علـى معاجلتكم بـالعقوبة علـى موالاتكم إياهم ، ومظاهرتكموهم علـى الـمؤمنـين ، وعلـى ما يشاء من الأمور كلها ، لا يتعذّر علـيه شيء أراده ، ولا يـمتنع علـيه شيء طلبه .