Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وإن جاهدك أيها الإنسان والداك علـى أن تشرك بـي فـي عبـادتك إياي معي غيري مـما لا تعلـم أنه لـي شريك ، ولا شريك له تعالـى ذكره علوّاً كبـيراً ، فلا تطعهما فـيـما أراداك علـيه من الشرك بـي ، { وَصَاحِبْهُما فِـي الدُّنْـيا مَعْرُوفـاً } يقول : وصاحبهما فـي الدنـيا بـالطاعة لهما فـيـما لا تبعة علـيك فـيه فـيـما بـينك وبـين ربك ولا إثم . وقوله : { وَاتَّبِعْ سَبِـيـلَ مَنْ أنابَ إلـيَّ } يقول : واسلك طريق من تاب من شركه ، ورجع إلـى الإسلام ، واتبع مـحمداً صلى الله عليه وسلم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَاتَّبِعْ سَبِـيـلَ مَنْ أنابَ إلـيَّ } : أي من أقبل إلـيّ . وقوله : { إلـيَّ مَرْجِعُكُمْ فأُنَبِّئُكُمْ بِـمَا كُنْتُـمْ تَعْمَلُونَ } فإن إلـيّ مصيركم ومعادكم بعد مـماتكم فأخبركم بجميع ما كنتـم فـي الدنـيا تعملون من خير وشرّ ، ثم أجازيكم علـى أعمالكم ، الـمـحسن منكم بإحسانه ، والـمسيء بإساءته . فإن قال لنا قائل : ما وجه اعتراض هذا الكلام بـين الـخبر عن وصيتـي لقمان ابنه ؟ قـيـل ذلك أيضاً ، وإن كان خبراً من الله تعالـى ذكره عن وصيته عبـاده به ، وأنه إنـما أوصى به لقمان ابنه ، فكان معنى الكلام : { وَإذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ : يا بُنَـيَّ لا تُشْرِكْ بـاللّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْـمٌ عَظِيـمٌ } ولا تطع فـي الشرك به والديك { وَصَاحِبْهُما فِـي الدُّنْـيا مَعْرُوفـاً } فإن الله وصّى بهما ، فـاستؤنف الكلام علـى وجه الـخبر من الله ، وفـيه هذا الـمعنى ، فذلك وجه اعتراض ذلك بـين الـخبرين عن وصيته .