Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 19-19)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول : وتواضع فـي مشيك إذا مشيت ، ولا تستكبر ، ولا تستعجل ، ولكن اتئد . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل ، غير أن منهم من قال : أمره بـالتواضع فـي مشيه ، ومنهم من قال : أمره بترك السرعة فـيه . ذكر من قال : أمره بـالتواضع فـي مشيه : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا أبو حمزة ، عن جابر ، عن مـجاهد { وَاقْصِدْ فِـي مَشْيِكَ } قال : التواضع . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَاقْصِدْ فِـي مَشْيِكَ } قال : نهاه عن الـخيلاء . ذكر من قال : نهاه عن السرعة : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا ابن الـمبـارك ، عن عبد الله بن عقبة ، عن يزيد بن أبـي حبـيب ، فـي قوله : { وَاقْصِدْ فِـي مَشْيِكَ } قال : من السرعة . قوله : { وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } يقول : واخفض من صوتك ، فـاجعله قصداً إذا تكلـمت ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } قال : أمره بـالاقتصاد فـي صوته . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } قال : أخفض من صوتك . واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الـحَمِيرِ } فقال بعضهم : معناه : إن أقبح الأصوات . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار وابن الـمثنى ، قالا : ثنا ابن أبـي عديّ ، عن شعبة وأبـان بن تغلب ، قالا : ثنا أبو معاوية عن جُوَيبر ، عن الضحاك { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ } قال : إن أقبح الأصوات { لَصَوْتُ الـحَمِيرِ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الـحَمِيرِ } أي أقبح الأصوات لصوت الـحمير ، أوّله زفـير ، وآخره شهيق أمره بـالاقتصاد فـي صوته . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفـيان ، قال : سمعت الأعمش يقول : { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ } صوت الـحمير . وقال آخرون : بل معنى ذلك : إن أشرّ الأصوات . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن يحيى بن واضح ، عن أبـي حمزة ، عن جابر ، عن عكرمة والـحكم بن عُتـيبة { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ } قال : أشرّ الأصوات . قال جابر : وقال الـحسن بن مسلـم : أشدّ الأصوات . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { إنَّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الـحَمِيرِ } قال : لو كان رفع الصوت هو خيراً ما جعله للـحمير . وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال : معناه : إن أقبح أو أشرّ الأصوات ، وذلك نظير قولهم ، إذا رأوا وجهاً قبـيحاً ، أو منظراً شنـيعاً : ما أنكر وجه فلان ، وما أنكر منظره . وأما قوله : { لَصَوْتُ الـحَمِيرِ } فأضيف الصوت وهو واحد إلـى الـحمير وهي جماعة ، فإن ذلك لوجهين إن شئت ، قلت : الصوت بـمعنى الـجمع ، كما قـيـل { لَذَهَبَ بسَمْعهمْ } وإن شئت قلت : معنى الـحمير : معنى الواحد ، لأن الواحد فـي مثل هذا الـموضع يؤدّي عما يؤدّي عنه الـجمع .