Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 18-20)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : أفهذا الكافر الـمكذّب بوعد الله ووعيده ، الـمخالف أمر الله ونهيه ، كهذا الـمؤمن بـالله ، الـمصدّق بوعده ووعيده ، الـمطيع له فـي أمره ونهيه ؟ كلا لا يستوون عند الله . يقول : لا يعتدل الكفَّـار بـالله ، والـمؤمنون به عنده ، فـيـما هو فـاعل بهم يوم القـيامة . وقال : { لا يَسْتَوُونَ } فجمع ، وإنـما ذكر قبل ذلك اثنـين : مؤمناً ، وفـاسقاً ، لأنه لـم يرد بـالـمؤمن : مؤمناً واحداً ، وبـالفـاسق : فـاسقاً واحداً ، وإنـما أريد به جميع الفسَّاق ، وجميع الـمؤمنـين بـالله . فإذا كان الاثنان غير مصمود لهما ، ذهبت بهما العرب مذهب الـجمع . وذُكر أن هذه الآية نزلت فـي علـيّ بن أبـي طالب ، رضوان الله علـيه ، والولـيد بن عُقبة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة بن الفضل ، قال : ثنـي ابن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : نزلت بـالـمدينة ، فـي علـيّ بن أبـي طالب ، والولـيد بن عقبة بن أبـي معيط كان بـين الولـيد وبـين علـيّ كلام ، فقال الولـيد بن عقبة : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدّ منك سناناً ، وأردُّ منك للكتـيبة ، فقال علـيّ : اسكت ، فإنك فـاسق ، فأنزل الله فـيهما : { أفمَنْ كانَ مُؤْمِناً كمَنْ كانَ فـاسِقاً لا يَسْتَوُونَ … } إلـى قوله { بِهِ تُكَذّبُونَ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { أفمَنْ كانَ مُؤْمِنًا كمَنْ كانَ فـاسِقاً لا يَسْتَوُونَ } قال : لا والله ما استووا فـي الدنـيا ، ولا عند الـموت ، ولا فـي الآخرة . وقوله : { أمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالـحِاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الـمأْوَى } يقول تعالـى ذكره : أما الذين صدّقوا الله ورسوله ، وعملوا بـما أمرهم الله ورسوله ، فلهم جنات الـمأوى : يعنـي بساتـين الـمساكن التـي يسكنونها فـي الآخرة ويأوون إلـيها . وقوله : { نُزُلاً بِـما كانُوا يَعْمَلُونَ } يقول : نزلاً بـما أنزلهموها جزاء منه لهم بـما كانوا يعملون فـي الدنـيا بطاعته . وقوله : { وأمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا } يقول تعالـى ذكره : وأما الذين كفروا بـالله ، وفـارقوا طاعته { فَمأْوَاهُمُ النَّارُ } يقول : فمساكنهم التـي يأوون إلـيها فـي الآخرة النار { كُلَّـما أرَادوا أنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِـيهَا وَقِـيـلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُـمْ بِهِ } فـي الدنـيا { تُكَذّبُونَ } أن الله أعدّها لأهل الشرك به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا } أشركوا { وَقِـيـلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُـمْ به تُكَذّبُونَ } والقوم مكذّبون كما ترون .