Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : يحسب هؤلاء الـمنافقون الأحزاب ، وهم قريش وغطفـان . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثنـي يزيد بن رومان { يَحْسَبُونَ الأحْزَابُ لَـمْ يَذْهَبُوا } قريش وغطفـان . وقوله : { لَـمْ يَذْهَبُوا } يقول : لـم ينصرفوا ، وإن كانوا قد انصرفوا جبناً وهَلعاً منهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { يَحْسَبُونَ الأحْزَابَ لَـمْ يَذْهَبُوا } قال : يحسبونهم قريبـاً . وذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله : « يَحْسَبُونَ الأحْزَابَ قَدْ ذَهَبُوا ، فإذَا وَجَدُوهُمْ لَـمْ يَذْهَبُوا وَدُّوا لَوْ أنَّهُمْ بـادُونَ فِـي الأعْرَابِ » . وقوله : { وَإنْ يَأْتِ الأحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أنهُمْ بـادُونَ فِـي الأعْرابِ } يقول تعالـى ذكره : وإن يأت الـمؤمنـين الأحزاب وهم الـجماعة : واحدهم حزب { يَوَدُّوا } يقول : يتـمنوا من الـخوف والـجبن أنهم غيب عنكم فـي البـادية مع الأعراب خوفـاً من القتل . وذلك أن قوله : { لَوْ أنَّهُمْ بـادُونَ فِـي الأعْرَابِ } تقول : قد بدا فلان إذا صار فـي البدو فهو يبدو ، وهو بـاد وأما الأعراب : فإنهم جمع أعرابـيّ ، وواحد العرب عربـيّ ، وإنـما قـيـل أعرابـيّ لأهل البدو ، فرقاً بـين أهل البوادي والأمصار ، فجعل الأعراب لأهل البـادية ، والعرب لأهل الـمصر . وقوله : { يَسأَلُونَ عَنْ أنْبـائِكُمْ } يقول : يستـخبر هؤلاء الـمنافقون أيها الـمؤمنون الناس عن أنبـائكم ، يعنـي عن أخبـاركم بـالبـادية ، هل هلك مـحمد وأصحابه ؟ نقول : يتـمنون أن يسمعوا أخبـاركم بهلاككم ، أن لا يشهدوا معكم مشاهدكم . { وَلَوْ كانُوا فِـيكُمْ ما قاتَلُوا إلاَّ قَلِـيلاً } يقول تعالـى ذكره للـمؤمنـين : ولو كانوا أيضاً فـيكم ما نفعوكم ، وما قاتلوا الـمشركين إلاَّ قلـيلاً . يقول : إلاَّ تعذيراً ، لأنهم لا يقاتلونهم حسبة ولا رجاء ثواب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { يَسألَونَ عَنْ أنْبـائِكُمْ } قال : أخبـاركم . وقرأت قرّاء الأمصار جميعاً سوى عاصم الـجحدري : { يَسأَلُونَ عَنْ أنْبـائِكُمْ } بـمعنى : يسألون من قدم علـيهم من الناس عن أنبـاء عسكركم وأخبـاركم ، وذكر عن عاصم الـجحدري أنه كان يقرأ ذلك : « يَسَّاءَلونَ » بتشديد السين ، بـمعنى : يتساءلون : أي يسأل بعضهم بعضاً عن ذلك . والصواب من القول فـي ذلك عندنا ما علـيه قرّاء الأمصار ، لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه .