Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 45-48)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : يا مـحمد { إنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } علـى أمتك بإبلاغك إياهم ما أرسلناك به من الرسالة ، ومبشرهم بـالـجنة إن صدّقوك وعملوا بـما جئتهم به من عند ربك ، { وَنَذِيراً } من النار أن يدخـلوها ، فـيعذّبوا بها إن هم كذّبوك ، وخالفوا ما جئتهم به من عند الله . وبـالذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثتا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يا أيُّها النَّبِـيُّ إنَّا أرْسَلْناكَ شاهِداً } علـى أمتك بـالبلاغ ، ومبشراً بـالـجنة ، { وَنَذِيراً } بـالنار . وقوله : { وَدَاعِياً إلـى اللَّهِ } يقول : وداعياً إلـى توحيد الله ، وإفراد الألوهة له ، وإخلاص الطاعة لوجهه دون كلّ من سواه من الآلهة والأوثان ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَدَاعِياً إلـى اللَّهِ } إلـى شهادة أن لا إله إلا الله . وقوله : { بأذْنِهِ } يقول : بأمره إياك بذلك { وَسِرَاجاً مُنِـيراً } يقول : وضياء لـخـلقه يستضيء بـالنور الذي أتـيتهم به من عند الله عبـاده { مُنِـيراً } يقول : ضياء ينـير لـمن استضاء بضوئه ، وعمل بـما أمره . وإنـما يعنـي بذلك ، أنه يهدي به من اتبعه من أمته . وقوله : { وَبَشِّرِ الـمُؤْمِنِـينَ بأنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِـيراً } يقول تعالـى ذكره : وبشِّر أهل الإيـمان بـالله يا مـحمد بأن لهم من الله فضلاً كبـيراً يقول : بأن لهم من ثواب الله علـى طاعتهم إياه تضعيفـاً كثـيراً ، وذلك هو الفضل الكبـير من الله لهم . وقوله : { وَلا تُطِعِ الكافِرِينَ وَالـمُنافِقِـينَ } يقول : ولا تطع لقول كافر ولا منافق ، فتسمع منه دعاءه إياك إلـى التقصير فـي تبلـيغ رسالات الله إلـى من أرسلك بها إلـيه من خـلقه { وَدَعْ أذَاهُمْ } يقول : وأعرض عن أذاهم لك ، واصبر علـيه ، ولا يـمنعك ذلك عن القـيام بأمر الله فـي عبـاده ، والنفوذ لـما كلَّفك . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَدَعْ أذَاهُمْ } قال : أعرض عنهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَدَعْ أذَاهُمْ } : أي اصبر علـى أذاهم . وقوله : { وَتَوَكَّلْ علـى اللَّهِ } يقول : وفوّض إلـى الله أمورك ، وثق به ، فإنه كافـيك جميع من دونه ، حتـى يأتـيك بأمره وقضاؤه { وكَفَـى بِـاللَّهِ وَكِيلاً } يقول : وحسبك بـالله قـيـماً بأمورك ، وحافظاً لك وكالئاً .