Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 9-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تدعالـى ذكره : أفلـم ينظر هؤلاء الـمكذّبون بـالـمعاد ، الـجاحدون البعث بعد الـمـمات ، القائلون لرسولنا مـحمد صلى الله عليه وسلم : { أفْتَرَى علـى اللَّهِ كَذِبـاً أمْ بِهِ جِنَّةٌ } إلـى ما بـين أيديهم وما خـلفهم من السماء والأرض ، فـيعلـموا أنهم حيث كانوا ، فإن أرضي وسمائي مـحيطة بهم من بـين أيديهم ومن خـلفهم ، وعن أيـمانهم ، وعن شمائلهم ، فـيرتدعوا عن جهلهم ، ويتزجروا عن تكذيبهم بآياتنا حذراً أن نأمر الأرض فتـخسف بهم ، أو السماء فتسقط علـيهم قطعاً ، فإنَّا إن نشأ نفعل ذلك بهم فعلنا . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أفَلَـمْ يَرَوْا إلـى ما بَـينَ أيْدِيهِمْ وَما خَـلْفَهُمْ } قال : ينظرون عن أيـمانهم ، وعن شمائلهم ، كيف السماء قد أحاطت بهم { إنْ نَشأْ نَـخْسِفْ بِهِمُ الأرْضَ } كما خسفنا بـمن كان قبلهم { أوْ نُسْقِطْ عَلَـيْهِمْ كِسَفـاً مِّنَ السَّماءِ } : أي قِطعاً من السماء . وقوله : { إنَّ فِـي ذلكَ لآيَةً لِكُلّ عَبْدٍ مُنِـيبٍ } يقول تعالـى ذكره : إن فـي إحاطة السماء والأرض بعبـاد الله { لآية } يقول : لدلالة { لكلّ عبد منـيب } يقول : لكل عبد أناب إلـى ربه بـالتوبة ، ورجع إلـى معرفة توحيده ، والإقرار بربوبـيته ، والاعتراف بوحدانـيته ، والإذعان لطاعته ، علـى أن فـاعل ذلك لا يـمتنع علـيه فعل شيء أراد فعله ، ولا يتعذّر علـيه فعل شيء شاءه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّ فِـي ذلكَ لآيَةً لِكُلّ عَبْدٍ مُنِـيبٍ } والـمنـيب : الـمقبل التائب .