Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 41-44)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ودلـيـل لهم أيضاً ، وعلامة علـى قُدرتنا علـى كلّ ما نشاء ، حملنا ذرّيتهم يعنـي من نـجا من ولد آدم فـي سفـينة نوح ، وإياها عنى جلّ ثناؤه بـالفُلك الـمشحون والفلك : هي السفـينة ، والـمشحون : الـمـملوء الـموقر . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس قوله : { أنَّا حَمَلْنا ذُرّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يقول : الـمـمتلـىء . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يعنـي الـمثقل . حدثنـي سلـيـمان بن عبد الـجبـار ، قال : ثنا مـحمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد { الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } قال : الـموقَر . حدثنا عمران بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث ، قال : ثنا يونس ، عن الـحسن ، فـي قوله : { الـمَشْحُونَ } قال : الـمـحمول . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { أنَّا حَمَلْنا ذُرّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يعنـي : سفـينة نوح علـيه السلام . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَآيَةٌ لَهُمْ أنَّا حَمْلنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } الـمُوقَر ، يعنـي سفـينة نوح . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } قال : الفلك الـمشحون : الـمَرْكَب الذي كان فـيه نوح ، والذرية التـي كانت فـي ذلك الـمركب قال : والـمشحون : الذي قد شُحن ، الذي قد جعل فـيه لـيركبه أهله ، جعلوا فـيه ما يريدون ، فربـما امتلأ ، وربـما لـم يـمتلـىء . حدثنا الفضل بن الصبـاح ، قال : ثنا مـحمد بن فضيـل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس قال : أتدرون ما الفُلك الـمشحون ؟ قلنا : لا ، قال : هو الـمُوقَر . حدثنا عمرو بن عبد الـحميد الآمُلِـي ، قال : ثنا هارون ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك ، فـي قوله : { الفُلكِ الـمَشحُون } قال الـمُوقَر . وقوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } يقول تعالـى ذكره : وخـلقنا لهؤلاء الـمشركين الـمكذّبـيك يا مـحمد ، تفضلاً منا علـيهم ، من مثل ذلك الفلك الذي كنا حملنا من ذرّية آدم مَنْ حملنا فـيه الذي يركبونه من الـمراكب . ثم اختلف أهل التأويـل فـي الذي عُنـي بقوله : { ما يَرْكَبُونَ } فقال بعضهم : هي السفن . ذكر من قال ذلك : حدثنا الفضل بن الصبـاح ، قال : ثنا مـحمد بن فضيـل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس قال : تدرون ما { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } ؟ قلنا : لا . قال : هي السفن جُعلت من بعد سفـينة نوح علـى مِثْلها . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفـيان ، عن السديّ ، عن أبـي مالك فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : السفن الصغار . قال : ثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفـيان ، عن السديّ ، عن أبـي مالك ، فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : السفن الصغار ، ألا ترى أنه قال : { وَإنْ نَشأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ } ؟ . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور بن زاذان ، عن الـحسن فـي هذه الآية : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : السفن الصغار . حدثنا حاتـم بن الضبَّـي ، قال : ثنا عثمان بن عمر ، عن شعبة ، عن إسماعيـل ، عن أبـي صالـح : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : السفن الصغار . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ ، يقول : ثنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } يعنـي : السفن التـي اتـخذت بعدها ، يعنـي بعد سفـينة نوح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : هي السفن التـي ينتفع بها . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : وهي هذه الفلك . حدثنـي يونس ، قال : ثنا مـحمد بن عبـيد ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح ، فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : نعم من مثل سفـينة . وقال آخرون : بل عُنـي بذلك الإبل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنا أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } يعنـي : الإبل ، خَـلَقها الله كما رأيت ، فهي سفن البرّ ، يُحْمَلون علـيها ويركبونها . حدثنا نصر بن علـيّ ، قال : ثنا غندر ، عن عثمان بن غياث ، عن عكرمة { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : الإبل . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن السديّ ، قال : قال عبد الله بن شدّاد : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } هي الإبل . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال : من الأنعام . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الـحسن : هي الإبل . وأشبه القولـين بتأويـل ذلك قول مَن قال : عُنِـي بذلك السفن ، وذلك لدلالة قوله : { وَإنْ نَشأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ } علـى أن ذلك كذلك ، وذلك أن الغرق معلوم أن لا يكون إلا فـي الـماء ، ولا غرق فـي البرّ . وقوله : { وَإنْ نَشأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهمْ } يقول تعالـى ذكره : وإن نشأ نغرق هؤلاء الـمشركين إذا ركبوا الفُلك فـي البحر { فَلا صَريخَ لَهُمْ } يقول : فلا مُغِيثَ لهم إذا نـحن غرْقناهم يُغِيثهم ، فـينـجيهم من الغرق ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنْ نَشأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهمْ } : أي لا مُغِيث . وقوله : { وَلاَ هُمْ يُنْقَذُونَ } يقول : ولا هو ينقذهم من الغرق شيء إن نـحن أغرقناهم فـي البحر ، إلا أن ننقذهم نـحن رحمة منا لهم ، فننـجيهم منه . وقوله : { وَمَتاعاً إلـى حِينٍ } يقول : ولنـمتعهم إلـى أجل هم بـالغوه ، فكأنه قال : ولاهم يُنْقذُونَ ، إلا أن نرحمهم فنـمتعهم إلـى أجل . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَمَتاعاً إلـى حِينٍ } : أي إلـى الـموت .