Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 6-7)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آبـاؤُهُمْ } فقال بعضهم : معناه : لتنذر قوماً ما أنذر الله من قبلهم من آبـائهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شُعْبة ، عن سِماك ، عن عكرمة فـي هذه الآية : { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آبـاؤُهُمْ } قال : قد أنذروا . وقال آخرون : بل معنى ذلك لتنذر قوماً ما أنذر آبـاؤهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آبـاؤُهُمْ } قال بعضهم : لتنذر قوماً ما أنذر آبـاؤهم من إنذار الناس قبلهم . وقال بعضهم : لتنذر قوماً ما أنذر آبـاؤهم : أي هذه الأمة لـم يأتهم نذير ، حتـى جاءهم مـحمد صلى الله عليه وسلم . واختلف أهل العربـية فـي معنى « ما » التـي فـي قوله : { ما أُنْذرَ آبـاؤُهُمْ } إذا وُجِّه معنى الكلام إلـى أن آبـاءهم قد كانوا أنذروا ، ولـم يُرد بها الـجحد ، فقال بعض نـحويِّـي البصرة : معنى ذلك : إذا أريد به غير الـجحد لتنذرهم الذي أُنذر آبـاؤهم { فَهُمْ غافِلُونَ } . وقال : فدخول الفـاء فـي هذا الـمعنى لا يجوز ، والله أعلـم . قال : وهو علـى الـجحد أحسن ، فـيكون معنى الكلام : إنك لـمن الـمرسلـين إلـى قوم لـم ينذر آبـاؤهم ، لأنهم كانوا فـي الفترة . وقال بعض نـحويّـي الكوفة : إذا لـم يرد بـما الـجحد ، فإن معنى الكلام : لتنذرهم بـما أنذر آبـاؤهم ، فتلقـى البـاء ، فتكون « ما » فـي موضع نصب { فَهُمْ غافِلُونَ } يقول : فهم غافلون عما الله فـاعل : بأعدائه الـمشركين به ، من إحلال نقمته ، وسطوته بهم . وقوله : { لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ علـى أكْثَرِهِمْ فَهمْ لا يُؤْمِنُونَ } يقول تعالـى ذكره : لقد وجب العقاب علـى أكثرهم ، لأن الله قد حتـم علـيهم فـي أمّ الكتاب أنهم لا يؤمنون بـالله ، ولا يصدّقون رسوله .