Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 48-50)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وعند هؤلاء الـمخـلَصين من عبـاد الله فـي الـجنة قاصرات الطرف ، وهنّ النساء اللواتـي قَصَرْن أطرافهنّ علـى بُعُولتهنّ ، لا يُرِدْن غيرهم ، ولا يَـمْدُدْن أبصارهنّ إلـى غيرهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علّـي ، عن ابن عبـاس { وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ } يقول : عن غير أزواجهنّ . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مـجاهد { وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ } قال : علـى أزواجهن زاد الـحارث فـي حديثه : لا تبغي غيرهم . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قال : قَصَرْن أبصارهنّ وقلوبهنّ علـى أزواجهن ، فلا يُردن غيرهم . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : ذُكر أيضاً عن منصور ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قال : قَصَرْن طرفهنّ علـى أزواجهنّ ، فلا يُردْن غيرهم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قول الله { قاصِراتُ الطَّرْفِ } قال : لا ينظرن إلا إلـى أزواجهنّ ، قد قَصَرْن أطرافهنّ علـى أزواجهنّ ، لـيس كما يكون نساء أهل الدنـيا . وقوله : { عِينٌ } يعنـي بـالعِين : النُّـجْلَ العيون عِظامها ، وهي جمع عيناء ، والعيناء : الـمرأة الواسعة العين عظيـمتها ، وهي أحسن ما تكون من العيون . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { عِينٌ } قال : عظام الأعين . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { عِينٌ } قال : العَيناء : العظيـمة العين . حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : ثنا مـحمد بن الفرج الصَّدَفـي الدِّمْياطيّ ، عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبـي كريـمة ، عن هشام بن حسان ، عن أبـيه ، عن أمّ سلـمة زوج النبـيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت : قلت : يا رسول الله أخبرنـي عن قول الله : { حُورٌ عِينٌ } قال : " العِينُ : الضِّخامُ العُيُونِ شُفْرُ الـحَوْرَاءِ بِـمَنْزِلَةِ جَناحِ النِّسْرِ " . وقوله : { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ } اختلف أهل التأويـل فـي الذي به شبهن من البـيض بهذا القول ، فقال بعضهم : شبهن ببطن البـيض فـي البـياض ، وهو الذي داخـل القِشْر ، وذلك أن ذلك لـم يـمسَّه شيء . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يـمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جُبَـير ، فـي قوله : { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ } قال : كأنهن بطْن البـيض . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ } قال : البـيض حين يُقْشر قبل أن تـمسَّه الأيدي . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ } لـم تـمرّ به الأيدي ولـم تـمسه ، يشبهن بـياضه . وقال آخرون : بل شبهن بـالبـيض الذي يحضنه الطائر ، فهو إلـى الصفرة ، فشبه بـياضهنّ فـي الصفرة بذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مكْنونٌ } قال : البـيض الذي يُكنه الريش ، مثل بـيض النعام الذي قد أكنه الريش من الريح ، فهو أبـيض إلـى الصُّفْرة فكأنه يُبرُقُ ، فذلك الـمكنون . وقال آخرون : بل عنى بـالبـيض فـي هذا الـموضع : اللؤلؤ ، وبه شبهن فـي بـياضه وصفـائه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { كأنَّهُنَّ بَـيضٌ مَكْنُونٌ } يقول : اللؤلؤ الـمكنون . وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب عندي قول من قال : شبهن فـي بـياضهن ، وأنهنّ لـم يـمسَّهنّ قبل أزواجهنّ إنس ولا جانّ ببـياض البـيض الذي هو داخـل القشر ، وذلك هو الـجلدة الـمُلْبَسة الـمُـحّ قبل أن تـمسه يد أو شيء غيرها ، وذلك لا شكّ هو الـمكنون فأما القشرة العلـيا فإن الطائر يـمسها ، والأيدي تبـاشرها ، والعُشُّ يـلقاها . والعرب تقول لكلّ مصون مكنون ما كان ذلك الشيء لؤلؤاً كان أو بـيضاً أو متاعاً ، كما قال أبو دَهْبَل : @ وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الغَوَّا صِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ @@ وتقول لكلّ شيء أضمرته الصدور : أكنته ، فهو مُكنٌّ . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : ثنا مـحمد بن الفرج الصِّدَفـي الدِّمياطيّ ، عن عمرو بن هاشم عن ابن أبـي كريـمة ، عن هشام ، عن الـحسن ، عن أمه ، عن أمّ سلـمة قلتُ : يا رسول الله أخبرنـي عن قوله { كأنَّهُنَّ بَـيْضٌ مَكْنُون } قال : " رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الـجِلْدَةِ التـي رأيْتَها فِـي داخِـلِ البَـيْضَة التـي تَلِـي القِشْرَ وَهِيَ الغِرْقـيءُ " . وقوله : { فأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } يقول تعالـى ذكره : فأقبل بعض أهل الـجنة علـى بعض يتساءلون ، يقول : يسأل بعضهم بعضاً . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فأَقْبَلَ بَعْضَهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } أهل الـجنة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } قال : أهل الـجنة .