Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 10-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : أم لهؤلاء الـمشركين الذين هم فـي عزّة وشقاق { مُلْكُ السَّمَواتِ والأرْضِ وَما بَـيْنَهُما } فإنه لا يُعازُّنـي ويُشاقُّنـي من كان فـي مُلكي وسلطانـي . وقوله : { فَلْـيَرتَقُوا فِـي الأسْبـابِ } يقول : وإن كان لهم مُلك السموات والأرض وما بـينهما ، فلـيصعدوا فـي أبواب السماء وطرقها ، فإن كان له مُلك شيء لـم يتعذّر علـيه الإشراف علـيه ، وتفقُّده وتعهُّده . واختلف أهل التأويـل فـي معنى الأسبـاب التـي ذكرها الله فـي هذا الـموضع ، فقال بعضهم : عُنِـي بها أبواب السماء . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { فَلْـيَرْتَقُوا فـي الأسْبـابِ } قال : طرق السماء وأبوابها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَلْـيَرْتَقُوا فِـي الأسْبـابِ } يقول : فـي أبواب السماء . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { فِـي الأَسْبـابِ } قال : أسبـاب السموات . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فَلْـيَرْتَقُوا فِـي الأسْبـابِ } قال : طرق السموات . حُدثت عن الـمـحاربـي ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك { أمْ لَهُمْ مُلْكٌ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } يقول : إن كان { لَهُمْ مُلكُ السَّمَوَاتِ والأرضِ وَما بَـيْنَهُما فَلْـيَرْتَقُوا فِـي الأسْبـابِ } يقول : فلـيرتقوا إلـى السماء السابعة . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَلْـيرْتَقُوا فِـي الأسْبـابِ } يقول : فـي السماء . وذكر عن الربـيع بن أنس فـي ذلك ما : حُدثت عن الـمسيب بن شريك ، عن أبـي جعفر الرازيّ ، عن الربـيع بن أنس ، قال : الأسبـاب : أدقّ من الشعر ، وأشدّ من الـحديد ، وهو بكلّ مكان ، غير أنه لا يرى . وأصل السبب عند العرب : كل ما تسبَّب به إلـى الوصول إلـى الـمطلوب من حبل أو وسيـلة ، أو رحم ، أو قرابة أو طريق ، أو مـحجة وغير ذلك . وقوله : { جُنْدٌ مَّا هنالك مَهزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ } يقول تعالـى ذكره : هم { جُنْدٌ } يعنـي الذين فـي عزة وشقاق هنالك ، يعنـي : ببدر مهزوم . وقوله : { هُنالكَ } من صلة مهزوم وقوله : { مِنَ الأحْزَابِ } يعنـي من أحزاب إبلـيس وأتبـاعه الذين مضوا قبلهم ، فأهلكهم الله بذنوبهم . و « مِنْ » من قوله : { مِنَ الأحْزَابِ } من صلة قوله جند ، ومعنى الكلام : هم جند من الأحزاب مهزوم هنالك ، وما فـي قوله : { جُنْدٌ ما هُنالكَ } صلة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { جُنْدٌ مَّا هُنالكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ } قال : قُريش من الأحزاب ، قال : القرون الـماضية . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { جُنْدٌ مَّا هُنالكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ } قال : وعده الله وهو بـمكة يومئذٍ أنه سيهزم جنداً من الـمشركين ، فجاء تأويـلها يوم بدر . وكان بعض أهل العربـية يتأوّل ذلك { جُنْدٌ مَّا هُنالكَ } مغلوب عن أن يصعد إلـى السماء .