Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 12-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : كذّبت قبل هؤلاء الـمشركين من قريش ، القائلـين : أجعل الآلهة إلهاً واحداً ، رسلها ، قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد . واختلف أهل العلـم فـي السبب الذي من أجله قـيـل لفرعون ذو الأوتاد ، فقال بعضهم : قـيـل ذلك له لأنه كانت له ملاعب من أوتاد ، يُـلْعَب له علـيها . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن علـيّ بن الهيثم ، عن عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس { وَفِرْعُوْنَ ذِي الأوْتادِ } قال : كانت ملاعب يـلعب له تـحتها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَفِرْعُونَ ذُو الأوْتادِ } قال : كان له أوتاد وأرسان ، وملاعب يـلعب له علـيها . وقال آخرون : بل قـيـل ذلك له كذلك لتعذيبه الناس بـالأوتاد . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { ذُو الأوْتادِ } قال : كان يعذِّب الناسَ بـالأوتاد ، يعذّبهم بأربعة أوتاد ، ثم يرفع صخرة تُـمَدّ بـالـحبـال ، ثم تُلْقـى علـيه فتشدخه . حُدثت عن علـيّ بن الهيثم ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع بن أنس ، قال : كان يعذّب الناس بـالأوتاد . وقال آخرون : معنى ذلك : ذو البنـيان ، قالوا : والبنـيان : هو الأوتاد . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الـمـحاربـيّ ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك { ذُو الأوْتادِ } قال : ذو البنـيان . وأشبه الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال : عُنِـي بذلك الأوتاد ، إما لتعذيب الناس ، وإما للعب ، كان يُـلْعَب له بها ، وذلك أن ذلك هو الـمعروف من معنى الأوتاد ، { وثمودُ وقومُ لوطٍ } وقد ذكرنا أخبـار كلّ هؤلاء فـيـما مضى قبلُ من كتابنا هذا { وأصحَابُ الأيْكَةِ } يعنـي : وأصحاب الغَيْضة . وكان أبو عمرو بن العلاء فـيـما : حُدثت عن معمر بن الـمثنى ، عن أبـي عمرو يقول : الأيكة : الـحَرَجة من النبع والسدر ، وهو الـملتفّ منه ، قال الشاعر : @ أَفَمِنْ بُكاءِ حَمامَةٍ فـي أَيْكَةٍ يَرْفَضُّ دَمْعُكَ فَوْقَ ظَهر الـمَـحمِلِ @@ يعنـي : مِـحْمَل السيف . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأصْحابُ الأيْكَةِ } قال : كانوا أصحاب شجر ، قال : وكان عامَّة شجرهم الدَّوْم . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { وأصحَابُ الأَيْكَةِ } قال : أصحاب الغَيْضة . وقوله : { أُولَئِكَ الأحْزَابُ } يقول تعالـى ذكره : هؤلاء الـجماعات الـمـجتـمعة ، والأحزاب الـمتـحزّبة علـى معاصي الله والكفر به ، الذين منهم يا مـحمد مشركو قومك ، وهم مسلوك بهم سبـيـلهم { إنْ كُلٌّ إلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ } يقول : ما كلّ هؤلاء الأمـم إلا كذّب رسل الله وهي فـي قراءة عبد الله كما ذكر لـي : « إنْ كُلٌّ لَـمَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ » يقول : يقول : فوجب علـيهم عقاب الله إياهم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنْ كُلّ إلاَّ كَذَّبَ الرُسُلَ فَحَقَّ عِقابِ } قال : هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل ، فحقّ علـيهم العذاب .