Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 17-20)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : اصبر يا مـحمد علـى ما يقول مشركو قومك لك مـما تكره قـيـلهم لك ، فإنا مـمتـحنوك بـالـمكاره امتـحاننا سائر رسلنا قبلك ، ثم جاعلو العلوّ والرفعة والظفر لك علـى من كذبك وشاقَّك سنتنا فـي الرسل الذين أرسلناهم إلـى عبـادنا قبلك فمنهم عبدنا أيوب وداود بن إيشا ، فـاذكره ذا الأيد ويعنـي بقوله : { ذَا الأَيْدِ } ذا القوّة والبطش الشديد فـي ذات الله والصبر علـى طاعته . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { دَاوُد ذَا الأَيْدِ } قال : ذا القوّة . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنـي أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { ذَا الأَيْد } قال : ذا القوّة فـي طاعة الله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَاذْكُرْ عَبْدَنا دَاوُدَ ذَا الأَيْد } قال : أعطي قوّة فـي العبـادة ، وفقهاً فـي الإسلام . وقد ذُكر لنا أن داود صلى الله عليه وسلم كان يقوم اللـيـل ويصوم نصف الدهر . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ } ذا القوّة فـي طاعة الله . حدثنـي يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ } قال : ذا القوّة فـي عبـادة الله ، الأيد : القوّة ، وقرأ : { والسَّماءَ بَنَـيْناها بأَيْدٍ } قال : بقوّة . وقوله : { إنَّهُ أوّابٌ } يقول : إن داود رَجَّاع لـما يكرهه الله إلـى ما يرضيه أوّاب ، وهو من قولهم : آب الرجل إلـى أهله : إذا رجع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { إنَّهُ أوَّابٌ } قال : رجاع عن الذنوب . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { إنَّهُ أوَّابٌ } قال : الراجع عن الذنوب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أنَّهُ أوَّابٌ } : أي كان مطيعاً لله كثـير الصلاة . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { إنَّهُ أوَّابٌ } قال : الـمسبِّح . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّهُ أوَّابٌ } قال : الأوّاب التوّاب الذي يئوب إلـى طاعة الله ويرجع إلـيها ، ذلك الأوّاب ، قال : والأوّاب : الـمطيع . وقوله : { إنَّا سَخَّرْنا الـجِبـالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بـالعَشِيّ وَالإشْرَاقِ } يقول تعالـى ذكره : إنا سخرنا الـجبـال يسبِّحن مع داود بـالعشيّ ، وذلك من قوت العصر إلـى اللـيـل ، والإشراق ، وذلك بـالغداة وقت الضحى . ذُكر أن داود كان إذا سبح سبحت معه الـجبـال ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّا سخَّرْنا الـجِبـالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بـالعَشِيّ والإشْراقِ } يسبحن مع داود إذا سبح بـالعشيّ والإشراق . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { بـالعَشيّ والإشْرَاقِ } قال : حين تُشرق الشمس وتضحى . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مـحمد بن بشر ، عن مسعر بن عبد الكريـم ، عن موسى بن أبـي كثـير ، عن ابن عبـاس أنه بلغه أن أمّ هانىء ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتـح مكة ، صلـى الضحى ثمان ركعات ، فقال ابن عبـاس : قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة ، يقول الله : { يُسَبِّحْنَ بـالعَشيّ والإشْراقِ } . حدثنا ابن عبد الرحيـم البرقـي ، قال : ثنا عمرو بن أبـي سلـمة ، قال : ثنا صدقة ، قال : ثنـي سعيد بن أبـي عَروبة ، عن أبـي الـمتوكل ، عن أيوب بن صفوان ، عن عبد الله بن الـحارث بن نوفل أن ابن عبـاس كان لا يصلـي الضحى ، قال : فأدخـلته علـى أم هانىء ، فقلت : أخبري هذا بـما أخبرتنـي به ، فقالت أمّ هانىء : دخـل علـيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتـح فـي بـيتـي ، فأمر بـماء فصبّ فـي قصعة ، ثم أمر بثوب فأخذ بـينـي وبـينه ، فـاغتسل ، ثم رشّ ناحية البـيت فصلّـى ثمان ركعات ، وذلك من الضحى قـيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواء ، قريب بعضهنّ من بعض ، فخرج ابن عبـاس ، وهو يقول : لقد قرأت ما بـين اللوحين ، ما عرفت صلاة الضحى إلا الآن { يُسَبِّحْنَ بـالعَشَيّ والإشْراق } وكنت أقول : أين صلاة الإِشراق ، ثم قال : بعدهنّ صلاة الإِشراق . حدثنا عمرو بن علـيّ ، قال : ثنا عبد الأعلـى ، قال : ثنا سعيد بن أبـي عروبة ، عن متوكل ، عن أيوب بن صفوان ، مولـى عبد الله بن الـحارث ، عن عبد الله بن الـحارث ، أن أمّ هانىء ابنة أبـي طالب ، حَدّثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتـح دخـل علـيها ثم ذكر نـحوه . وعن ابن عبـاس فـي قوله : { يُسَبِّحْنَ بـالعَشِيّ } مثل ذلك . وقوله : { والطَّيْرَ مَـحْشُورَةً } يقول تعالـى ذكره : وسخرنا الطير يسبحن معه مـحشورة بـمعنى : مـجموعة له ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سبح أجابته الـجبـال ، واجتـمعت إلـيه الطير ، فسبحت معه واجتـماعها إلـيه كان حشرها . وقد ذكرنا أقوال أهل التأويـل فـي معنى الـحشر فـيـما مضى ، فكرهنا إعادته . وكان قتادة يقول فـي ذلك فـي هذا الـموضع ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { والطَّيْرَ مَـحْشُورَةً } : مسخَّرة . وقوله : { كُلٌّ لَهُ أوَّابٌ } يقول : كل ذلك له مطيع رجَّاع إلـى طاعته وأمره . ويعنـي بـالكلّ : كلّ الطير . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { كُلّ لَهُ أوَّابٌ } : أي مطيع . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { والطَّيْرَ مَـحْشُورَةً كُلّ لَهُ أوَّابٌ } قال : كلّ له مطيع . وقال آخرون : معنى ذلك : كل ذلك لله مسبِّح . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { والطَّيْر مَـحْشُورَةً كُلّ لَهُ أوَّابٌ } يقول : مسبِّح لله . وقوله : { وَشَدَدْنا مُلْكَهُ } اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي به شدّد ملكه ، فقال بعضهم : شدّد ذلك بـالـجنود والرجال ، فكان يحرسه كلّ يوم ولـيـلة أربعة آلاف ، أربعة آلاف . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدّيّ ، قوله : { وَشَدَدْنا مُلْكَهُ } قال : كان يحرسه كلّ يوم ولـيـلة أربعة آلاف ، أربعة آلاف . وقال آخرون : كان الذي شدد به ملكه ، أن أُعطِيَ هيبة من الناس له لقضية كان قضاها . ذكر من قال ذلك : حدثنـي ابن حرب ، قال : ثنا موسى ، قال : ثنا داود ، عن علبـاء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، أن رجلاً من بنـي إسرائيـل استعدى علـى رجل من عظمائهم ، فـاجتـمعا عند داود النبـيّ صلى الله عليه وسلم فقال الـمستعدي : إن هذا اغتصبنـي بقراً لـي ، فسأل داود الرجل عن ذلك فجحده ، فسأل الآخر البـينة ، فلـم يكن له بـيِّنة ، فقال لهما داود : قوماً حتـى أنظر فـي أمركما فقاما من عنده ، فأوحى الله إلـى داود فـي منامه أن يقتل الرجل الذي استُعدي علـيه ، فقال : هذه رؤيا ولست أعجل حتـى أتثبت ، فأوحى الله إلـى داود فـي منامه مرّة أخرى أن يقتل الرجل ، وأوحى الله إلـيه الثالثة أن يقتله أو تأتـيه العقوبة من الله ، فأرسل داود إلـى الرجل : إن الله قد أوحى إلـيّ أن أقتلك ، فقال الرجل : تقتلنـي بغير بـينة ولا تثبت ؟ فقال له داود : نعم ، والله لأنفذنّ أمر الله فـيك فلـما عرف الرجل أنه قاتله ، قال : لا تعجل علـيّ حتـى أخبرك ، إنـي والله وما أُخِذت بهذا الذنب ، ولكنـي كنت اغتلت والد هذا فقتلته ، فبذلك قُتلت ، فأمر به داود فقُتل ، فـاشتدّت هيبة بنـي إسرائيـل عند ذلك لداود ، وشدد به ملْكه ، فهو قول الله : { وَشَدَدْنا مُلْكَهُ } . وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال : إن الله تبـارك وتعالـى أخبر أنه شَدَّد ملك داود ، ولـم يحضر ذلك من تشديده علـى التشديد بـالرجال والـجنود دون الهيبة من الناس له ولا علـى هيبة الناس له دون الـجنود . وجائز أن يكون تشديده ذلك كان ببعض ما ذكرنا ، وجائز أن يكون كان بجميعها ، ولا قول أولـى فـي ذلك بـالصحة من قول الله ، إذ لـم يحصُرْ ذلك علـى بعض معانـي التشديد خبر يجب التسلـيـم له . وقوله : { وآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ } اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـحكمة فـي هذا الـموضع ، فقال بعضهم : عُنـي بها النبوّة . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط عن السديّ ، قوله : { وآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ } قال : النبوّة . وقال آخرون : عُنـي بها أنه علـم السنن . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ } : أي السنة . وقد بـيَّنا معنى الـحكمة فـي غير هذا الـموضع بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقوله : { وفَصْلَ الـخِطابِ } اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك ، فقال بعضهم : عنـي به أنه علـم القضاء والفهم به . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { وَآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : أعطي الفهم . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن لـيث ، عن مـجاهد { وَفَصْلَ الـخِطاب } قال : إصابة القضاء وفهمه . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { وَفَصْل الـخِطابِ } قال : علـم القضاء . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : الـخصومات التـي يخاصم الناس إلـيه فصل ذلك الـخطاب ، الكلام الفهم ، وإصابة القضاء والبـيِّنات . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن أبـي حُصين ، قال : سمعت أبـا عبد الرحمن يقول : فصل الـخطاب : القضاء . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وفصل الـخطاب ، بتكلـيف الـمدّعي البـينة ، والـيـمين علـى الـمدَّعَى علـيه . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا داود بن أبـي هند ، قال : ثنـي الشعبـيّ أو غيره ، عن شريح أنه قال فـي قوله : { وفَصْلَ الـخِطابِ } قال : بـيِّنة الـمدّعي ، أو يـمين الـمُدَّعى علـيه . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن عُلـيَّة ، عن داود بن أبـي هند ، فـي قوله : { وآتَـيْناه الـحِكْمَةَ وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : نُبِّئت عن شريح أنه قال : شاهدان أو يـمين . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا معتـمر ، قال : سمعت داود قال : بلغنـي أن شريحاً قال فصل الـخِطابِ الشاهدان علـى الـمدعي ، والـيـمين علـى من أنكر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن منصور ، عن طاوس ، أن شريحاً قال لرجل : إن هذا يعيب علـيّ ما أُعْطِيَ داود ، الشهود والأيـمان . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الـحكم ، عن شريح أنه قال فـي هذه الآية { وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : الشهود والأيـمان . حدثنا عمران بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث ، قال : ثنا داود ، عن الشعبـيّ ، فـي قوله : { وآتَـيْناهُ الـحِكْمَةَ وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : يـمين أوْ شاهِدٌ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَفَصْلَ الـخِطابِ } البـينة علـى الطالب ، والـيـمين علـى الـمطلوب ، هذا فصل الـخطاب . وقال آخرون : بل هو قولُ : أما بعد . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، قال : ثنا إسماعيـل ، عن الشعبـيّ فـي قوله : { وَفَصْلَ الـخِطابِ } قال : قول الرجل : أما بعد . وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال : إن الله أخبر أنه آتـى داود صلوات الله علـيه فصل الـخطاب ، والفصل : هو القطع ، والـخطاب هو الـمخاطبة ، ومن قطع مخاطبة الرجل الرجل فـي حال احتكام أحدهما إلـى صاحبه قطع الـمـحتكم إلـيه الـحكم بـين الـمـحتكم إلـيه وخصمه بصواب من الـحكم ، ومن قطع مخاطبته أيضاً صاحبه إلزام الـمخاطب فـي الـحكم ما يجب علـيه إن كان مدعياً ، فإقامة البـينة علـى دعواه وإن كان مدعى علـيه فتكلـيفه الـيـمين إن طلب ذلك خصمه . ومن قطع الـخطاب أيضاً الذي هو خطبة عند انقضاء قصة وابتداء فـي أخرى الفصل بـينهما بأما بعد . فإذ كان ذلك كله مـحتـملاً ظاهر الـخبر ولـم تكن فـي هذه الآية دلالة علـى أيّ ذلك الـمرادُ ، ولا ورد به خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت ، فـالصواب أن يعم الـخبر ، كما عمه الله ، فـيقال : أُوتـي داود فصل الـخطاب فـي القضاء والـمـحاورة والـخطب .