Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وانطلق الأشراف من هؤلاء الكافرين من قريش ، القائلـين : { أجَعَلَ الآلِهَةَ إلهاً وَاحِداً } بأنِ امضُوا فـاصبروا علـى دينكم وعبـادة آلهتكم . فأن من قوله : { أن امْشُوا } فـي موضع نصب يتعلق انطلقوا بها ، كأنه قـيـل : انطلقوا مشياً ، ومضياً علـى دينكم . وذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله : « وَانْطَلَقَ الـمَلأُ مِنْهُمْ يَـمْشُونَ أنِ اصْبِرُوا عَلـى آلِهَتِكُمْ » . وذُكر أن قائل ذلك كان عُقْبة ابن أبـي مُعِيط . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن إبراهيـم بن مهاجر ، عن مـجاهد : { وَانْطَلَق الـمَلأُ مِنْهُمْ } قال : عقبة بن أبـي معيط . وقوله : { إنَّ هَذَا لَشْيءٌ يُرَادُ } : أي إن هذا القول الذي يقول مـحمد ، ويدعونا إلـيه ، من قول لا إله إلا الله ، شيء يريده منا مـحمد يطلب به الاستعلاء علـينا ، وأن نكون له فـيه أتبـاعاً ولسنا مـجيبـيه إلـى ذلك . وقوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـله ، فقال بعضهم : معناه : ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إلـيه مـحمد من البراءة من جميع الآلهة إلا من الله تعالـى ذكره ، وبهذا الكتاب الذي جاء به فـي الـملَّة النصرانـية ، قالوا : وهي الـملة الآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } يقول : النصرانـية . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } يعنـي النصرانـية فقالوا : لو كان هذا القرآن حقاً أخبرتنا به النصارى . حدثنـي مـحمد بن إسحاق ، قال : ثنا يحيى بن معين ، قال : ثنا ابن عُيـينة ، عن ابن أبـي لبـيد ، عن القُرَظِي فـي قوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } قال : ملة عيسى . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قلا : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط عن السديّ { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } النصرانـية . وقال آخرون : بل عَنَوا بذلك : ما سمعنا بهذا فـي ديننا دين قريش . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن مـحمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبـي بَزّة ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } قال : ملة قريش . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قا : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } قال : ملة قريش . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } : أي فـي ديننا هذا ، ولا فـي زماننا قطُّ . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { ما سَمِعْنا بِهَذَا فِـي الـمِلَّةِ الآخِرَةِ } قال : الـملة الآخرة : الدين الآخر . قال : والـملة الدين . وقـيـل : إن الـملأ الذين انطلقوا نفر من مشيخة قريش ، منهم أبو جهل ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ أن أناساً من قُرَيش اجتـمعوا ، فـيهم أبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل ، والأسود بن الـمطلب ، والأسود بن عبد يغوث فـي نفر من مشيخة قريش ، فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلـى أبـي طالب ، فلنكلـمه فـيه ، فلـينصفنا منه ، فـيأمره فلـيكفّ عن شتـم آلهتنا ، ونَدَعَه وإلهه الذي يَعبُد ، فإنا نـخاف أن يـموت هذا الشيخ ، فـيكون منا شيء ، فتعيرنا العرب فـيقولون : تركوه حتـى إذا مات عمه تناولوه ، قال : فبعثوا رجلاً منهم يُدعى الـمطَّلب ، فـاستأذن لهم علـى أبـي طالب ، فقال : هؤلاء مشيخة قومك وسَرَواتهم يستأذنون علـيك ، قال : أدخـلهم فلـما دخـلوا علـيه قالوا : يا أبـا طالب أنت كبـيرنا وسيدنا ، فأنصفنا من ابن أخيك ، فمُره فلـيكفّ عن شتـم آلهتنا ، ونَدَعَه وإلهه قال : فبعث إلـيه أبو طالب فلـما دخـل علـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسَرَواتهم ، وقد سألوك النَّصف أن تكفّ عن شتـم آلهتهم ، ويَدَعُوك وإلهك قال : فقال : " أيْ عَمّ أوَلا أدْعُوهُمْ إلـى ما هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْها ؟ " قال : وإلام تدعوهم ؟ قال : " أدعوهم إلـى أنْ يَتَكَلَّـمُوا بِكَلِـمَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِها العَرَبُ ويَـمْلِكُونَ بِها العَجَمَ " قال : فقال أبو جهل من بـين القوم : ما هي وأبـيك لنعطينكها وعشر أمثالها ، قال : " تَقُولونَ لا إلَهَ إلاَّ اللّهُ " . قال : فنفروا وقالوا : سلنا غير هذه ، قال : " لَوْ جِئْتُـمُونِـي بـالشَّمْسِ حتـى تَضَعُوها فِـي يَدِي ما سأَلْتُكُمْ غَيَرها " قال : فغضبوا وقاموا من عنده غضابـاً وقالوا : والله لنشتـمنك والذي يأمرك بهذا { وَانْطَلَقَ الـمَلأُ مِنْهُمْ أنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا علـى آلِهَتِكُمْ إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } … إلـى قوله : { إلاَّ اخْتِلاقٌ } وأقبل علـى عمه ، فقال له عمه : يا ابن أخي ما شططت علـيهم ، فأقبل علـى عمه فدعاه ، فقال : " « قلْ كَلِـمَةً أشْهَدُ لَكَ بِها يَوْمَ القـيامَةِ ، تَقُولُ : لا إلَهَ إلاَّ اللّهُ " ، فقال : لولا أن تعيبكم بها العرب يقولون جزع من الـموت لأعطيتكها ، ولكن علـى ملَّة الأشياخ قال : فنزلت هذه الآية { إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاء } حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَانْطَلَقَ الـمَلأُ مِنْهُمْ أنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا علـى آلهَتِكُمْ إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } قال : نزلت حين انطلق أشراف قريش إلـى أبـي طالب فكلـموه فـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم . وقوله : { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ } يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل هؤلاء الـمشركين فـي القرآن : ما هذا القرآن إلا اختلاق : أي كذب اختلقه مـحمد وتـخرّصه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ } يقول : تـخريص . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ } قال : كذب . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن مـحمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبـي بَزّة ، عن مـجاهد { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ } : يقول : كذب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنْ هَذَا إلاّ اخْتِلاقٌ } إلا شيء تـخْـلُقه . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ } اختلقه مـحمد صلى الله عليه وسلم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنْ هَذَا إلاَّ اخْتلاقٌ } قالوا : إن هذا إلا كذب .