Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 17-18)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فبيَّنا لهم سبيل الحقّ وطريق الرشد ، كما : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ } : أي بيَّنا لهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ } بيَّنا لهم سبيل الخير والشرّ . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ } بيَّنا لهم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ } قال : أعلمناهم الهدى والضلالة ، ونهيناهم أن يتَّبعوا الضلالة ، وأمرناهم أن يتبعوا الهدى . وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله : { ثَمُودُ } فقرأته عامة القرّاء من الأمصار غير الأعمش وعبد الله بن أبي إسحاق برفع ثمود ، وترك إجرائها على أنها اسم للأمة التي تعرف بذلك . وأما الأعمش فإنه ذكر عنه أنه كان يُجزي ذلك في القرآن كله إلا في قوله : { وآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً } فإنه كان لا يجريه في هذا الموضع خاصة من أجل أنه في خطّ المصحف في هذا الموضع بغير ألف ، وكان يوجه ثمود إلى أنه اسم رجل بعينه معروف ، أو اسم جيل معروف . وأما ابن إسحاق فإنه كان يقرؤه نصباً . وأما ثمود بغير إجراء ، وذلك وإن كان له في العربية وجه معروف ، فإن أفصح منه وأصحّ في الإعراب عند أهل العربية الرفع لطلب أما الأسماء وأن الأفعال لا تليها ، وإنما تعمل العرب الأفعال التي بعد الأسماء فيها إذا حسن تقديمها قبلها والفعل في أما لا يحسن تقديمه قبل الاسم ألا ترى أنه لا يقال : وأما هدينا فثمود ، كما يقال : { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ } . والصواب من القراءة في ذلك عندنا الرفع وترك الإجراء أما الرفع فلما وصفت ، وأما ترك الإجراء فلأنه اسم للأمة . وقوله : { فاسْتَحَبُّوا العَمَى على الهُدَى } يقول : فاختاروا العمى على البيان الذي بيَّنت لهم ، والهدى الذي عرفتهم ، بأخذهم طريق الضلال على الهدى ، يعني على البيان الذي بيَّنه لهم ، من توحيد الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { فاسْتَحَبُّوا العَمَى على الهُدَى } قال : اختاروا الضلالة والعمى على الهدى . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فاسْتَحَبُّوا العَمَى على الهُدَى } قال : أرسل الله إليهم الرسل بالهدى فاستحبوا العمى على الهدى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فاسْتَحَبُّوا العَمَى } يقول : بيَّنا لهم ، فاستحبوا العمى على الهدى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فاسْتَحَبُّوا العَمَى على الهُدَى } قال : استحبوا الضلالة على الهدى ، وقرأ : { وَكذَلكَ زَيَّنا لِكُلّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } إلى آخر الآية ، قال : فزين لثمود عملها القبيح ، وقرأ : { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرآهُ حَسَناً فإنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ } إلى آخر الآية . وقوله : { فَأخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ بِمَا كانُوا يكْسِبُونَ } يقول : فأهلكتهم من العذاب المذلّ المهين لهم مُهلكة أذلتهم وأخزتهم والهون : هو الهوان ، كما : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { عَذَابِ الهُونِ } قال : الهوان . وقوله : { بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ } من الآثام بكفرهم بالله قبل ذلك ، وخلافهم إياه ، وتكذيبهم رسله . وقوله : { ونَجَّيْنا الَّذِينَ آمَنُوا } يقول : ونجينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذهم بكفرهم بالله ، الذين وحَّدوا الله ، وصدّقوا رسله { وَكانُوا يَتَّقُونَ } يقول : وكانوا يخافون الله أن يحلّ بهم من العقوبة على كفرهم لو كفروا ما حلّ بالذين هلكوا منهم ، فآمنوا اتّقاء الله وخوف وعيده ، وصدّقوا رسله ، وخلعوا الآلهة والأنداد .