Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-20)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : ويوم يجمع هؤلاء المشركون أعداء الله إلى النار ، إلى نار جهنم ، فهم يحبس أوّلهم على آخرهم ، كما : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { فَهُمْ يُوزَعُونَ } قال : يحبس أوّلهم على آخرهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَهُمْ يُوزَعُونَ } قال : عليهم وزعة تردّ أولاهم على أُخراهم . وقوله : { حتى إذَا ما جاؤها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأبْصَارُهُمْ } يقول : حتى إذا ما جاؤوا النار شهد عليهم سمعهم بما كانوا يصغون به في الدنيا إليه ، ويستمعون له ، وأبصارهم بما كانوا يبصرون به وينظرون إليه في الدنيا { وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ } . وقد قيل : عُني بالجلود في هذا الموضع : الفروج . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن الحكم الثقفي ، رجل من آل أبي عقيل رفع الحديث ، { وقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا } إنما عنى فروجهم ، ولكن كني عنها . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنا حرملة ، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر ، يقول { حتى إذَا ما جاؤها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ } قال : جلودهم : الفروج . وهذا القول الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه في معنى الجلود ، وإن كان معنى يحتمله التأويل ، فليس بالأغلب على معنى الجلود ولا بالأشهر ، وغير جائز نقل معنى ذلك المعروف على الشيء الأقرب إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها .