Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 12-12)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره بقوله : { لَهُ مَقالِيدُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } : له مفاتيح خزائن السموات والأرض وبيده مغاليق الخير والشرّ ومفاتيحها ، فما يفتح من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحرث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { لَهُ مَقالِيدُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } قال : مفاتيح بالفارسية . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { لَهُ مَقالِيدُ السَّمَوَاتِ والأرْض } قال : مفاتيح السموات والأرض . وعن الحسن بمثل ذلك . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { لَهُ مَقاليدُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } قال : خزائن السموات والأرض . وقوله : { يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ } يقول : يوسع رزقه وفضله على من يشاء من خلقه ، ويبسط له ، ويكثر ماله ويغنيه . ويقدر : يقول : ويقتر على من يشاء منهم فيضيقه ويفقره { إنَّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } يقول : إن الله تبارك وتعالى بكل ما يفعل من توسيعه على من يوسع ، وتقتيره على من يقتر ، ومن الذي يصلحه البسط عليه في الرزق ، ويفسده من خلقه ، والذي يُصلحه التقتير عليه ويفسده ، وغير ذلك من الأمور ، ذو علم لا يخفى عليه موضع البسط والتقتير وغيره ، من صلاح تدبير خلقه . يقول تعالى ذكره : فإلى من له مقاليد السموات والأرض الذي صفته ما وصفت لكم في هذه الآيات أيها الناس فارغبوا ، وإياه فاعبدوا مخلصين له الدين لا الأوثان والآلهة والأصنام ، التي لا تملك لكم ضرّاً ولا نفعاً .