Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 14-14)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وما تفرّق المشركون بالله في أديانهم فصاروا أحزاباً ، إلا من بعد ما جاءهم العلم ، بأن الذي أمرهم الله به ، وبعث به نوحاً ، هو إقامة الدين الحقّ ، وأن لا تتفرّقوا فيه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَما تَفَرَّقُوا إلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ } فقال : إياكم والفرْقة فإنها هَلكة { بَغْياً بَيْنَهُمْ } يقول : بغياً من بعضكم على بعض وحسداً وعداوة على طلب الدنيا { وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إلى أجَلٍ مُسَمًّى } يقول جلّ ثناؤه : ولولا قول سبق يا محمد من ربك لا يعاجلهم بالعذاب ، ولكنه أخر ذلك إلى أجل مسمى ، وذلك الأجل المسمى فيما ذُكر : يوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكْ إلى أجَلٍ مُسَمًّى } قال : يوم القيامة . وقوله : { لقضي بينهم } يقول : لفرغ ربك من الحكم بين هؤلاء المختلفين في الحقِّ الذي بعث به نبيه نوحاً من بعد علمهم به ، بإهلاكه أهل الباطل منهم ، وإظهاره أهل الحق عليهم . وقوله : { وإنَّ الَّذِينَ أُورثُوا الكِتابَ مِنْ بَعْدَهِمْ } يقول : وإن الذين آتاهم الله من بعد هؤلاء المختلفين في الحقّ كتابه التوراة والإنجيل { لَفِي شَكْ مِنْهُ مُرِيبٌ } يقول : لفي شكّ من الدين الذين وصّى الله به نوحاً ، وأوحاه إليك يا محمد ، وأمركما بإقامته مريب . وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : { وَإنَّ الَّذِينَ أُورثُوا الكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : { وَإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ } قال : اليهود والنصارى .