Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 27-27)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر أن هذه الآية نزلت من أجل قوم من أهل الفاقة من المسلمين تمنوا سعة الدنيا والغنى ، فقال جلّ ثناؤه : ولو بسط الله الرزق لعباده ، فوسعه وكثره عندهم لبغوا ، فتجاوزوا الحدّ الذي حدّه الله لهم إلى غير الذي حدّه لهم في بلاده بركوبهم في الأرض ما حظره عليهم ، ولكنه ينزل رزقهم بقدر لكفايتهم الذي يشاء منه . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال أبو هانىء : سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفَّة { وَلَوْ بَسَطَ اللّهُ الرّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ ، وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بقَدَرٍ ما يَشاءُ } ذلك بأنهم قالوا : لو أن لنا ، فتمنوا . حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عبد الرحمن المقري ، قال : ثنا حيوة ، قال : أخبرني أبو هانىء ، أنه سمع عمرو بن حريث يقول : إنما نزلت هذه الآية ، ثم ذكر مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ولَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوا فِي الأرْضِ } الآية … قال : كان يقال : خير الرزق ما لا يُطغيك ولا يُلهيك . وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : " أخْوَفُ ما أخافُ على أُمَّتِي زَهْرَةُ الدُّنيْا وكَثْرَتُها " فقال له قائل : يا نبي الله : هل يأتي الخير بالشرّ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هَلْ يَأَتِي الخَيْرُ بالشَّرِّ ؟ " فأنزل الله عليه عند ذلك ، وكان إذا نزل عليه كرب لذلك ، وتربَّد وجهه ، حتى إذا سرّي عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " هَلْ يَأَتِي الخَيْرُ بالشَّرّ " يقولها ثلاثاً : " إنَّ الخَيْرَ لا يأتِي إلاَّ بالخَيْرِ " ، يقولها ثلاثاً . وكان صلى الله عليه وسلم وتر الكلام : « ولكنه والله ما كان ربيع قط إلا أحبط أو ألمّ فأما عبد أعطاه الله مالاً ، فوضعه في سبيل الله التي افترض وارتضى ، فذلك عبد أريد به خير ، وعزم له على الخير ، وأما عبد أعطاه الله مالاً فوضعه في شهواته ولذّاته ، وعدل عن حقّ الله عليه ، فذلك عبد أريد به شرّ ، وعزم له على شرّ » . وقوله : { إنَّهُ بعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } يقول تعالى ذكره : إن الله بما يصلح عباده ويفسدهم من غنى وفقر وسعة وإقتار ، وغير ذلك من مصالحهم ومضارّهم ، ذو خبرة ، وعلم ، بصير بتدبيرهم ، وصرفهم فيما فيه صلاحهم .