Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 32-33)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ومن حجج الله أيها الناس عليكم بأنه القادر على كلّ ما يشاء ، وأنه لا يتعذّر عليه فعل شيء أراده ، السفن الجارية في البحر . والجواري : جمع جارية ، وهي السائرة في البحر . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { الجَوَارِ في البَحْرِ } قال : السفن . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَمِنْ آياتِهِ الجَوارِ في البَحْرِ } قال : الجواري : السفن . وقوله : { كالأعْلامِ } يعني كالجبال : واحدها علم ومنه قول الشاعر : @ كأنَّه عَلَمٌ فِي رأسِهِ نارُ @@ يعني : جَبَل . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { كالأعْلامِ } قال : كالجبال . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : الأعلام : الجبال . وقوله : { إنْ يَشأْ يُسْكِنِ الرّيح فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ على ظَهْرِهِ } يقول تعالى ذكره : إن يشأ الله الذي قد أجرى هذه السفن في البحر أن لا تجري فيه ، أسكن الريح التي تجري بها فيه ، فثبتن في موضع واحد ، ووقفن على ظهر الماء لا تجري ، فتتقدّم ولا تتأخر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَمِنْ آياتِهِ الجَوارِ فِي البَحْرِ كالأعْلام ، إنْ يَشأْ يُسْكِنِ الرّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ على ظَهْرِهِ } سفن هذا البحر تجرى بالريح فإذا أمسكت عنها الريح ركدت ، قال الله عزّ وجلّ : { إنَّ فِي ذلك لآياتٍ لكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { إنْ يَشأْ يُسْكِنِ الرّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ على ظَهْرِهِ } لا تجري . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ على ظَهْرِهِ } يقول : وقوفاً . وقوله : { إنّ في ذلكَ لآَياتٍ لِكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } يقول : إن في جري هذه الجواري في البحر بقُدرة الله لعظة وعبرة وحجة بينة على قُدرة الله على ما يشاء ، لكل ذي صبر على طاعة الله ، شكور لنِعمه وأياديه عنده .