Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 15-17)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وجعل هؤلاء المشركون لله من خلقه نصيباً ، وذلك قولهم للملائكة : هم بنات الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ : { وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً } قال : ولداً وبنات من الملائكة . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً } قال : البنات . وقال آخرون : عنى بالجزء هاهنا : العدل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً } : أي عِدلاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً } : أي عِدلاً . وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك ، لأن الله جلّ ثناؤه أتبع ذلك قوله : { أمِ اتَّخَذَ مِما يخْلُقُ بَناتٍ وأصْفاكُمْ بالبَنِينَ } توبيخاً لهم على قولهم ذلك ، فكان معلوماً أن توبيخه إياهم بذلك إنما هو عما أخبر عنهم من قيلهم ما قالوا في إضافة البنات إلى الله جلّ ثناؤه . وقوله : { إنَّ الإنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ } يقول تعالى ذكره : إن الإنسان لذو جحد لنِعم ربه التي أنعمها عليه مبين : يقول : يبين كفرانه نعمه عليه ، لمن تأمله بفكر قلبه ، وتدبر حاله . وقوله : { أمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ } يقول جلّ ثناؤه موبخاً هؤلاء المشركين الذين وصفوه بأن الملائكة بناته : اتخذ ربكم أيها الجاهلون مما يخلق بنات ، وأنتم لا ترضون لأنفسكم ، وأصفاكم بالبنين : يقول : وأخلصكم بالبنين ، فجعلهم لكم { وَإذَا بُشِّرَ أحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ للرَّحْمَن مَثَلاً } يقول تعالى ذكره : وإذا بشر أحد هؤلاء المشركين الجاعلين لله من عباده جزءاً بما ضرب للرحمن مثلاً : يقول : بما مثل لله ، فشبهه شبهاً ، وذلك ما وصفه به من أن له بنات . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { بِمَا ضَرَبَ للرَّحْمَن مَثَلاً } قال : ولداً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { بِما ضَرَبَ للرَّحْمَن مَثَلاً } بما جعل لله . وقوله : { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } يقول تعالى ذكره : ظلّ وجه هذا الذي بشَّر بما ضرب للرحمن مثلاً من البنات مسودّاً من سوء ما بشر به { وَهُوَ كَظِيمٌ } يقول : وهو حزين . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَهُوَ كَظِيمٌ } : أي حزين .