Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 33-33)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { وَلَوْلا أن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً } : جماعة واحدة . ثم اختلف أهل التأويل في المعنى الذي لم يؤمن اجتماعهم عليه ، لو فعل ما قال جلّ ثناؤه ، وما به لم يفعله من أجله ، فقال بعضهم : ذلك اجتماعهم على الكفر . وقال : معنى الكلام : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على الكفر ، فيصيرَ جميعهم كفاراً { لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بالرَّحمَنِ لبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ } ذكر من قال ذلك . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } يقول الله سبحانه : لولا أن أجعل الناس كلهم كفاراً ، لجعلت للكفار لبيوتهم سقفاً من فضة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هوذة بن خليفة ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال : لولا أن يكون الناس كفاراً أجمعون ، يميلون إلى الدنيا ، لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال ، ثم قال : والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها ، وما فعل ذلك ، فكيف لو فعله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } : أي كفاراً كلهم . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال : لولا أن يكون الناس كفاراً . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } يقول : كفاراً على دين واحد . وقال آخرون : اجتماعهم على طلب الدنيا وترك طلب الآخرة . وقال : معنى الكلام : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على طلب الدنيا ورفض الآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَوْلا أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال : لولا أن يختار الناس دنياهم على دينهم ، لجعلنا هذا لأهل الكفر . وقوله : { لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بالرَّحْمَن لِبُيُوتِهِمْ سُقْفاً مِنْ فِضَّةٍ } يقول تعالى ذكره : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن في الدنيا سقفاً ، يعني أعالي بيوتهم ، وهي السطوح فضة . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لِبُيُوتهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ } السُقُف : أعلى البيوت . واختلف أهل العربية في تكرير اللام التي في قوله : { لِمَنْ يَكْفُرُ } ، وفي قوله : { لِبُيُوتهِمْ } ، فكان بعض نحويي البصرة يزعم أنها أدخلت في البيوت على البدل . وكان بعض نحويي الكوفة يقول : إن شئت جعلتها في { لِبُيُوتهِمْ } مكرّرة ، كما في { يَسْئَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الحَرَام قِتالٍ فِيهِ } ، وإن شئت جعلت اللامين مختلفتين ، كأن الثانية في معنى على ، كأنه قال : جعلنا لهم على بيوتهم سقفا . قال : وتقول العرب للرجل في وجهه : جعلت لك لقومك الأعطية : أي جعلته من أجلك لهم . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : « سَقْفاً » فقرأته عامة قرّاء أهل مكة وبعض المدنيين وعامة البصريين سَقْفاً بفتح السين وسكون القاف اعتباراً منهم ذلك بقوله : { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ } وتوجيهاً منهم ذلك إلى أنه بلفظ واحد معناه الجمع . وقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة { سُقُفاً } بضم السين والقاف ، ووجَّهوها إلى أنها جمع سقيفة أو سقوف . وإذا وجهت إلى أنها جمع سقوف كانت جمع الجمع ، لأن السقوف : جمع سَقْف ، ثم تجمع السقوف سُقُفاً ، فيكون ذلك نظير قراءة من قرأه فرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ بضم الراء والهاء ، وهي الجمع ، واحدها رهان ورهون ، وواحد الرهون والرهان : رَهْن . وكذلك قراءة من قرأ كُلُوا مِنْ ثُمُرِهِ بضم الثاء والميم ، ونظير قول الراجز : @ حتى إذَا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ @@ وقد زعم بعضهم أن السُّقُف بضم السين والقاف جمع سَقْف ، والرُّهُن بضم الراء والهاء جمع رَهْن ، فأغفل وجه الصواب في ذلك ، وذلك أنه غير موجود في كلام العرب اسم على تقدير فعل بفتح الفاء وسكون العين مجموعاً على فُعُل ، فيجعل السُّقُف والرُّهُن مثله . والصواب من القول في ذلك عندي ، أنهما قراءتان متقاربتا المعنى ، معروفتان في قرأة الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } يقول : ومراقي ودَرَجاً عليها يصعدون ، فيظهرون على السقف والمعارج : هي الدرج نفسها ، كما قال المثنى بن جندل : @ يا رَبَّ البَيْتِ ذي المَعارِج @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس وَمَعارِجَ قال : معارج من فضة ، وهي درج . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } : أي دَرجاً عليها يصعدون . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } قال : المعارج : المراقي . حدثنا محمد ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَمَعَارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } قال : دُرُج عليها يُرفعون . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن ابن عباس قوله : { وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } قال : درج عليها يصعدون إلى الغرف . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ } قال : المعارج : درج من فضة .