Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 34-35)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وجعلنا لبيوتهم أبواباً من فضة ، وسُرُراً من فضة . كما : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، وسُرراً قال : سرر فضة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلِبُيُوتِهِمْ أبْوَابا ًوسرُراً عَلَيْها يَتَّكِئُونَ } قال : الأبواب من فضة ، والسرر من فضة عليها يتكئون ، يقول : على السرر يتكئون . وقوله : { وَزُخْرُفاً } يقول : ولجعلنا لهم مع ذلك زخرفاً ، وهو الذهب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس { وَزُخْرُفاً } وهو الذهب . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَزُخْرُفاً } قال : الذهب . وقال الحسن : بيت من زُخرف ، قال : ذهب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَزُخْرُفاً } الزخرف : الذهب ، قال : قد والله كانت تكره ثياب الشهرة . وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إيَّاكُمْ والحُمْرَةَ فإنَّها مِنْ أحَبِّ الزّينَةِ إلى الشَّيْطانِ " حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَزُخْرُفاً } قال : الذهب . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَزُخْرُفاً } قال : الذهب . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَزُخْرُفا لجعلنا هذا لأهل الكفر ، يعني لبيوتهم سقفاً من فضة وما ذكر معها . قال : والزخرف سمي هذا الذي سمي السقف ، والمعارج والأبواب والسرر من الأثاث والفرش والمتاع . حُدثت عن الحسن ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَزُخْرُفاً } يقول : ذهباً . والزخرف على قول ابن زيد : هذا هو ما تتخذه الناس في منازلهم من الفرش والأمتعة والآلات . وفي نصب الزخرف وجهان : أحدهما : أن يكون معناه : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومن زخرف ، فلما لم يكرّر عليه من نصب على إعمال الفعل فيه ذلك ، والمعنى فيه : فكأنه قيل : وزخرفاً يجعل ذلك لهم منه . والوجه الثاني : أن يكون معطوفاً على السرر ، فيكون معناه : لجعلنا لهم هذه الأشياء من فضة ، وجعلنا لهم مع ذلك ذهباً يكون لهم غنى يستغنون بها ، ولو كان التنزيل جاء بخفض الزخرف لكان : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومن زخرف ، فكان الزخرف يكون معطوفاً على الفضة . وأما المعارج فإنها جُمعت على مفاعل ، وواحدها معراج ، على جمع مِعرج ، كما يجمع المفتاح مفاتح على جمع مفتح ، لأنهما لغتان : معرج ، ومفتح ، ولو جمع معاريج كان صواباً ، كما يجمع المفتاح مفاتيح ، إذ كان واحده معراج . وقوله : { وَإنْ كُلُّ ذلكَ لَمَّا مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيْا } يقول تعالى ذكره : وما كلّ هذه الأشياء التي ذكرت من السقف من الفضة والمعارج والأبواب والسرر من الفضة والزخرف ، إلا متاع يستمتع به أهل الدنيا في الدنيا { وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لَلْمُتَّقِينَ } يقول تعالى ذكره : وزين الدار الآخرة وبهاؤها عند ربك للمتقين ، الذين اتقوا الله فخافوا عقابه ، فجدّوا في طاعته ، وحذروا معاصيه خاصة دون غيرهم من خلق الله . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمْتَّقِينَ } خصوصاً .