Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 13-15)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : من أيّ وجه لهؤلاء المشركين التذكر من بعد نزول البلاء بهم ، وقد تولوا عن رسولنا حين جاءهم مدبرين عنه ، لا يتذكرون بما يُتلى عليهم من كتابنا ، ولا يتعظون بما يعظهم به من حججنا ، ويقولون : إنما هو مجنون عُلِّم هذا الكلام . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : { أنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { أنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى } يقول : كيف لهم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { أنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى } بعد وقوع هذا البلاء . وبنحو الذي قلنا أيضا في قوله : { ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمُ مَجْنُونٌ } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمُ مَجْنُونٌ } قال : تولوا عن محمد عليه الصلاة والسلام ، وقالوا : معلم مجنون . وقوله : { إنَّا كاشِفُوا العَذَابِ قَلِيلاً إنَّكُمْ عائِدُونَ } يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين الذين أخبر عنهم أنهم يستغيثون به من الدخان النازل والعذاب الحالّ بهم من الجهد ، وأخبر عنهم أنهم يعاهدونه أنه إن كشف العذاب عنهم آمنوا إنا كاشفوا العذاب : يعني الضرّ النازل بهم بالخصب الذي نحدثه لهم { قَلِيلاً إنَّكُمْ عائِدُونَ } يقول : إنكم أيها المشركون إذا كَشَفْتُ عنكم ما بكم من ضرّ لم تفوا بما تعدون وتعاهدون عليه ربكم من الإيمان ، ولكنكم تعودون في ضلالتكم وغيكم ، وما كنتم قبل أن يكشف عنكم . وكان قتادة يقول : معناه : إنكم عائدون في عذاب الله . حدثنا بذلك ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر عنه . وأما الذين قالوا : عنى بقوله : { يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ } الدخان نفسه ، فإنهم قالوا في هذا الموضع : عنى بالعذاب الذي قال إنَّا كاشِفُوا العَذَابِ : الدخان . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّا كاشِفُوا العَذَابِ قَلِيلاً } يعني الدخان . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنَّا كاشِفُوا العَذَبِ قَلِيلاً } قال : قد فعل ، كشف الدخان حين كان . قوله : { إنَّكُمْ عائِدونَ } قال : كُشِف عنهم فعادوا . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { إنَّكُمْ عائِدُونَ } إلى عذاب الله .