Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 16-18)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إنكم أيها المشركون إن كشفت عنكم العذاب النازل بكم ، والضرّ الحالّ بكم ، ثم عدتم في كفركم ، ونقضتم عهدكم الذي عاهدتم ربكم ، انتقمت منكم يوم أبطش بكم بطشتي الكبرى في عاجل الدنيا ، فأهلككم ، وكشف الله عنهم ، فعادوا ، فبطش بهم جلّ ثناؤه بطشته الكبرى في الدنيا ، فأهلكهم قتلاً بالسيف . وقد اختلف أهل التأويل في البطشة الكبرى ، فقال بعضهم : هي بطشة الله بمشركي قريش يوم بدر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، عن عامر ، عن ابن مسعود ، أنه قال : البطشة الكبرى : يوم بدر . حدثني عبد الله بن محمد الزهري ، قال : ثنا مالك بن سعير ، قال : ثنا الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق قال : قال يوم بدر ، البطشة الكبرى . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أيوب ، عن محمد ، قال : نبئت أن ابن مسعود كان يقول : { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } يوم بدر . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن ليث ، عن مجاهد { يَوْم نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } قال : يوم بدر . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } قال : يوم بدر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، قال : سمعت أبا العالية في هذه الآية { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } قال : يوم بدر . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إنَّا مُنْتَقِمُونَ } قال : يعني يوم بدر . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عثام بن عليّ ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : قلت : ما البطشة الكبرى فقال : يوم القيامة ، فقلت : إن عبد الله كان يقول : يوم بدر قال : فبلغني أنه سُئل بعد ذلك فقال : يوم بدر . حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب قالا : ثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، بنحوه . حدثنا بشر ، ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن مجاهد ، عن أبيّ بن كعب ، قال : يوم بدر . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } : يوم بدر . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الكُبْرَى } قال : هذا يوم بدر . وقال آخرون : بل هي بطشة الله بأعدائه يوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : قال ابن مسعود : البطشة الكبرى : يوم بدر ، وأنا أقول : هي يوم القيامة . حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب ، قالا : ثنا ابن دريس ، قال : ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : مرّ بي عكرمة ، فسألته عن البطشة الكبرى فقال : يوم القيامة قال : قلت : إن عبد الله بن مسعود كان يقول : يوم بدر ، وأخبرني من سأله بعد ذلك فقال : يوم بدر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى } قال قتادة عن الحسن : إنه يوم القيامة . وقد بيَّنا الصواب في ذلك فيما مضى ، والعلة التي من أجلها اخترنا ما أخترنا من القول فيه . وقوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } يعني تعالى ذكره : ولقد اختبرنا وابتلينا يا محمد قبل مشركي قومك مثال هؤلاء قوم فرعون من القبط . { وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } يقول : وجاءهم رسول من عندنا أرسلناه إليهم ، وهو موسى بن عمران صلوات الله عليه . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } يعني موسى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { رَسُولٌ كَرِيمٌ } قال : موسى عليه السلام ، ووصفه جل ثناؤه بالكرم ، لأنه كان كريماً عليه ، رفيعاً عنده مكانه ، وقد يجوز أن يكون وصفه بذلك ، لأنه كان في قومه شريفاً وسيطاً . وقوله : { أن أدّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } يقول تعالى ذكره : وجاء قوم فرعون رسول من الله كريم عليه بأن ادفعوا إليّ ، ومعنى « أدوا » : ادفعو إليّ فأرسلوا معي واتبعونِ ، وهو نحو قوله : { أنْ أرْسِلْ مَعِيَ بَنِي أسْرَائِيلَ } فإن في قوله : { أنْ أدُّوا إليَّ } نصب ، وعباد الله نصب بقوله : { أدُّوا } وقد تأوله قوم : أن أدّوا إليّ يا عباد الله ، فعلى هذا التأويل عباد الله نصب على النداء . وبنحو الذي قلنا في تأويل { أنْ أدُّوا إليَّ } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } . { أن أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ إنّي لَكُمْ رَسُولٌ أمِينٌ } قال : يقول : اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحقّ . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { أنْ أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } قال : أرسلوا معي بني إسرائيل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { أنْ أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } قال : بني إسرائيل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أنْ أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } يعني به بني إسرائيل ، قال لفرعون : علام تحبس هؤلاء القوم ، قوماً أحراراً اتخذتهم عبيداً ، خلّ سبيلهم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { أنْ أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } قال : يقول : أرسل عباد الله معي ، يعني بني إسرائيل ، وقرأ « فَأرْسِلْ مَعَنا بَنِي إسْرَائِيلَ وَلا تَعذّبهم » قال : ذلك قوله : { أنْ أدُّوا إليَّ عِبادَ اللّهِ } قال : ردّهم إلينا . وقوله : { إنّي لَكُمْ رَسُولٌ أمِينٌ } يقول : إني لكم أيها القوم رسول من الله أرسلني إليكم لا يدرككم بأسه على كفركم به ، { أمين } : يقول : أمين على وحيه ورسالته التي أوعدنيها إليكم .