Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 19-21)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وجاءهم رسول كريم ، أن أدّوا إليّ عباد الله ، وبأن لا تعلوا على الله . وعنى بقوله : { أنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ } أن لا تطغو وتبغوا على ربكم ، فتكفروا به وتعصوه ، فتخالفوا أمره { إنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِين } يقول : إني آتيكم بحجة على حقيقة ما أدعوكم إليه ، وبرهان على صحته ، مبين لمن تأملها وتدبرها أنها حجة لي على صحة ما أقول لكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ } : أي لا تبغوا على الله { إنّي آتِيكُمْ بسُلْطانٍ مُبِين } : أي بعذر مبين . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، بنحوه . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأنْ لا تَعْلُوا على اللّهِ } يقول : لا تفتروا على الله . وقوله : { وَإنيّ عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ } يقول : وإني اعتصمت بربي وربكم ، واستجرت به منكم أن ترجمون . واختلف أهل التأويل في معنى الرجم الذي استعاذ موسى نبيّ الله عليه السلام بربه منه ، فقال بعضهم : هو الشتم باللسان . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وإنّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ } قال : يعني رجم القول . حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قال : ثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله : { وإنّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أنْ تَرْجُمُونَ } قال : الرجم : بالقول . حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، قال : ثنا سفيان ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { وإنّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أنْ تَرْجُمُونِ } قال : أن تقولوا هو ساحر . وقال آخرون : بل هو الرجم بالحجارة . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبِّكُمْ أن تَرْجُمونِ } : أي أن ترجمُون بالحجارة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { أنْ تَرْجُمُونَ } قال : أن ترجمون بالحجارة . وقال آخرون : بل عنى بقوله : { أنْ تَرْجُمُونِ } : أن تقتلوني . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام ، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجُمه فرعون وقومه ، والرجم قد يكون قولاً باللسان ، وفعلاً باليد . والصواب أن يقال : استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذًى ومكروه ، شتماً كان ذلك باللسان ، أو رجماً بالحجارة باليد . وقوله : { وَإنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فاعْتَزِلُون } يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نبيه موسى عليه السلام لفرعون وقومه : وإن أنتم أيها القوم لم تصدّقوني على ما جئتكم به من عند ربي ، فاعتزلون : يقول : فخلوا سبيلي غير مرجوم باللسان ولا باليد . كما : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَإنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لي فاعْتَزِلُونِ } : أي فخلُّوا سبيلي .