Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 7-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفتِ القرّاء في قراءة قوله : { رَبِّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة « رَبُّ السَّمَوَاتِ » بالرفع على إتباع إعراب الربّ إعراب السميع العليم . وقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض المكيين { رَبِّ السَّمَوَاتِ } خفضاً ردّاً على الرب في قوله جلّ جلاله : { رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } . والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . ويعني بقوله : { رَبِّ السَّمَوَات والأرْضِ وَما بَيْنَهُما } يقول تعالى ذكره الذي أنزل هذا الكتاب يا محمد عليك ، وأرسلك إلى هؤلاء المشركين رحمة من ربك ، مالك السموات السبع والأرض وما بينهما من الأشياء كلها . وقوله : { إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِين } يقول : إن كنتم توقنون بحقيقة ما أخبرتكم من أن ربكم ربّ السموات والأرض ، فإن الذي أخبرتكم أن الله هو الذي هذه الصفات صفاته ، وأن هذا القرآن تنزيله ، ومحمداً صلى الله عليه وسلم رسوله حق يقين ، فأيقنوا به كما أيقنتم بما توقنون من حقائق الأشياء غيره . وقوله : { لا إلَهَ إلاَّ هُوَ } يقول : لا معبود لكم أيها الناس غير ربّ السموات والأرض وما بينهما ، فلا تعبدوا غيره ، فإنه لا تصلح العبادة لغيره ، ولا تنبغي لشيء سواه ، يحيي ويميت ، يقول : هو الذي يحي ما يشاء ، ويميت ما يشاء مما كان حياً . وقوله : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الأوَّلِين } يقول : هو مالككم ومالك من مضى قبلكم من آبائكم الأوّلين ، يقول : فهذا الذي هذه صفته ، هو الربّ فاعبدوه دون آلهتكم التي لا تقدر على ضرّ ولا نفع . وقوله : { بَلْ هُمْ فِي شَكّ يَلْعَبُون } يقول تعالى ذكره ما هم بموقنين بحقيقة ما يقال لهم ويخبرون من هذه الأخبار ، يعني بذلك مشركي قريش ، ولكنهم في شكّ منه ، فهم يلهون بشكهم في الذي يخبرون به من ذلك .