Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 32-32)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم { إنَّ رَبَّكَ } يا محمد { وَاسِعُ المَغْفِرَةِ } : واسع عفوه للمذنبين الذين لم تبلغ ذنوبهم الفواحش وكبائر الإثم . وإنما أعلم جلّ ثناؤه بقوله هذا عباده أنه يغفر اللمم بما وصفنا من الذنوب لمن اجتنب كبائر الإثم والفواحش . كما : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ } قد غفر ذلك لهم . وقوله : { هُوَ أعْلَمُ بِكُمْ إذْ أنشأَكُمْ مِنَ الأرْضِ } يقول تعالى ذكره : ربكم أعلم بالمؤمن منكم من الكافر ، والمحسن منكم من المسيء ، والمطيع من العاصي ، حين ابتدعكم من الأرض ، فأحدثكم منها بخلق أبيكم آدم منها ، وحين أنتم أجنة في بطون أمهاتكم ، يقول : وحين أنتم حمل لم تولدوا منكم ، وأنفسكم بعدما ، صرتم رجالاً ونساء . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأول . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إذْ أنْشأَكُمْ مِنَ الأرْضِ } قال : كنحو قوله : { وَهُوَ أعْلَمُ بالمُهْتَدِينَ } وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إذْ أَنْشأَكُمْ مِنَ الأرْضِ } قال : حين خلق آدم من الأرض ثم خلقكم من آدم ، وقرأ { وَإذْ أنْتُمْ أجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ } . وقد بيَّنا فيما مضى قبل معنى الجنين ، ولِمَ قيل له جنين ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقوله : { فَلا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ } يقول جل ثناؤه : فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصيّ . كما : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : سمعت زيد بن أسلم يقول { فَلا تُزكُّوا أنْفُسَكُمْ } يقول : فلا تبرئوها . وقوله : { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } يقول جلّ ثناؤه : ربك يا محمد أعلم بمن خاف عقوبة الله فاجتنب معاصيه من عباده .