Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 10-12)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { وَالأَرْضَ وَضَعَها لِلأَنَامِ } والأرض وَطَّأها وهم الأنام . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { للأَنامِ } يقول : للخلق . حدثني محمد بن سعد ، ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { والأرْضَ وَضَعَها للأَنامِ } قال : كلّ شيء فيه الروح . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { والأرْضَ وَضَعَها للأَنام } قال : للخلق الجنّ والإنس . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { للأَنامِ } قال : للخلائق . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { للأَنامِ } قال : للخلق . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَضَعَها للأَنامِ } قال : الأنام : الخلق . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { والأرْضَ وَضَعَها للأَنامِ } قال : للخلق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، مثله . وقوله : { فِيها فاكِهَةٌ والنَّخْلُ ذَاتُ الأكمَامِ } يقول تعالى ذكره : في الأرض فاكهة ، والهاء والألف فيها من ذكر الأرض . { والنَّخْلُ ذَاتُ الأكمامِ } والأكمام : جمع كمّ ، وهو ما تكممت فيه . واختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : عنى بذلك تكمم النخل في الليف . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سألت الحسن ، عن قوله : { والنَّخْلُ ذَاتُ الأكمامِ } فقال : سَعَفة من ليف عُصِبَتْ بها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة والحسن { ذَاتُ الأكمامِ } أكمامها : ليفها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { والنَّخْلُ ذَاتُ الأكمامِ } : الليف الذي يكون عليها . وقال آخرون : يعني بالأكمام : الرُّفَات . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكمامِ } قال : أكمامها رُفاتها . وقال آخرون : بل معنى الكلام : والنخل ذات الطلع المتكمم في كمامه . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { والنَّخْلُ ذَاتُ الأكمامِ } وقيل له : هو الطلع ، قال : نعم ، وهو في كم منه حتى ينفتق عنه قال : والحبّ أيضاً في أكمام . وقرأ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أكمامِها . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله وصف النخل بأنها ذات أكمام ، وهي متكممة في ليفها ، وطلعها متكمم في جُفِّهِ ، ولم يخصص الله الخبر عنها بتكممها في ليفها ولا تكمم طلعها في جفه ، بل عمّ الخبر عنها بأنها ذات أكمام . والصواب أن يقال : عني بذلك ذات ليف ، وهي به مُتَكَممة وذات طَلْع هو في جُفِّه متكَمِّم فيُعَمَّم ، كما عَمَّ جلّ ثناؤه . وقوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيحانِ } يقول تعالى ذكره : وفيها الحبّ ، وهو حبّ البُرّ والشعير ذو الورق ، والتبن : هو العَصْف ، وإياه عنى علقمة بن عَبَدَة : @ تَسْقِي مَذَانِبَ قَدْ مالَتْ عَصِيفَتُها حَدُورَها مِنْ أتِيّ المَاء مَطْمومُ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ } يقول : التبن . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ } قال : العصف : ورق الزرع الأخضر الذي قطع رؤوسه فهو يسمى العصف إذا يبس . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد { والحَبُّ ذُو العَصْفِ } البقل من الزرع . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ } وعصفه تبنه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : العصف : التبن . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الضحاك { والحَبُّ ذِو العَصْفِ } قال : الحبّ البرّ والشعير ، والعصف : التِّبن . حدثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك الخُراسانيّ ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي مالك قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ } قال : الحبّ أوّل ما ينبت . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا روقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ } قال : العصف : الورق من كل شيء . قال : يقال للزرع إذا قُطع : عصافة ، وكلّ ورق فهو عصافة . حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثني يونس بن محمد ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا أبو روق عطية بن الحارث ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ } قال : العصف : التبن . حدثنا سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا محمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كُدَينة ، عن عطاء ، عن سعيد ، عن ابن عباس { ذُو العَصْفِ } قال : العصف : الزرع . وقال بعضهم : العصف : هو الحبّ من البرّ والشعير بعينه . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ } أما العصف : فهو البرّ والشعير . وأما قوله : { والرَّيْحانُ } فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله ، فقال بعضهم : هو الرزق . ذكر من قال ذلك : حدثني زيد بن أخزم الطائي ، قال : ثنا عامر بن مدرك ، قال : ثنا عتبة بن يقظان ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : كلّ ريحان في القرآن فهو رزق . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { والرَّيْحانُ } قال : الرزق . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الضحاك { والرَّيْحانُ } : الرزق ، ومنهم من يقول : ريحاننا . حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا محمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس { والرَّيْحانُ } قال : الريح . حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثني يونس بن محمد ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا أبو روق عطية بن الحارث ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَالرَّيْحانُ } قال : الرزق والطعام . وقال آخرون : هو الريحان الذي يشمّ . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : { الرَّيْحانُ } ما تنبت الأرض من الريحان . حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والرَّيْحانُ } أما الريحان : فما أنبتت الأرض من ريحان . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن { والرَّيْحانُ } قال : ريحانكم هذا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { والرَّيْحانُ } : الرياحين التي توجد ريحها . وقال آخرون : هو خُضرة الزرع . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { والرَّيْحانُ } يقول : خُضرة الزرع . وقال آخرون : هو ما قام على ساق . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : { الرَّيْحانُ } ما قام على ساق . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : عُنِي به الرزق ، وهو الحبّ الذي يؤكل منه . وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصواب ، لأن الله جلّ ثناؤه أخبر عن الحبّ أنه ذو العصف ، وذلك ما وصفنا من الورق الحادث منه ، والتبن إذا يبس ، فالذي هو أولى بالريحان ، أن يكون حبه الحادث منه ، إذ كان من جنس الشيء الذي منه العصف ، ومسموع من العرب تقول : خرجنا نطلب رَيْحان الله ورزقه ، ويقال : سبحانَك وريحانَك : أي ورزقك ، ومنه قول النْمر بن تَوْلب : @ سَلامُ الإلهِ وَرَيْحانُهُ وجَنَّتُهُ وسَماءٌ دِرَرْ @@ وذُكر عن بعضهم أنه كان يقول : العصف : المأكول من الحبّ والريحان : الصحيح الذي لم يؤكل . واختلفت القراء في قراءة قوله : { والرَّيْحانُ } فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض المكيين وبعض الكوفيين بالرفع عطفاً به على الحبّ ، بمعنى : وفيها الحبّ ذو العصف ، وفيها الريحان أيضاً . وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين « والرَّيْحانِ » بالخفض عطفاً به على العصف ، بمعنى : والحبّ ذو العصف وذو الريحان . وأولى القراءتين في ذلك بالصواب : قراءة من قرأه بالخفص للعلة التي بينت في تأويله ، وأنه بمعنى الرزق . وأما الذين قرأوه رفعاً ، فإنهم وجَّهوا تأويله فيما أرى إلى أنه الريحان الذي يشمّ ، فلذلك اختاروا الرفع فيه وكونه خفضا بمعنى : وفيها الحبّ ذو الورق والتبن ، وذو الرزق المطعوم أولى وأحسن لما قد بيَّناه قبل .