Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 6-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويل في معنى النجم في هذا الموضع مع إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، فقال بعضهم : عني بالنجم في هذا الموضع من النبات : ما نجم من الأرض ، مما ينبسط عليها ، ولم يكن على ساق مثل البقل ونحوه . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { والنَّجْمُ } قال : ما يُبَسط على الأرض . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : { والنَّجْمُ } قال : النجم كلّ شيء ذهب مع الأرض فرشاً ، قال : والعرب تسمي الثيل نجماً . حدثني محمد بن خلف العسقلانيّ ، قال : ثنا رَوّاد بن الجرّاح ، عن شريك ، عن السديّ { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجَدَانِ } قال : النجم : نبات الأرض . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { والنَّجْمُ } قال : النجم : الذي ليس له ساق . وقال آخرون : عُنِي بالنجم في هذا الموضع : نجم السماء . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { والنَّجْمُ } قال : نجم السماء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { والنَّجْمُ } يعني : نجم السماء . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } قال : إنما يريد النجم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، نحوه . وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : عُنِي بالنجم : ما نجم من الأرض من نبت لعطف الشجر عليه ، فكان بأن يكون معناه لذلك : ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله ، بمعنى : أنه تسجد له الأشياء كلها المختلفة الهيئات من خلقه أشبه وأولى بمعنى الكلام من غيره . وأما قوله : { والشَّجَرُ } فإن الشجر ما قد وصفت صفته قبل . وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } قال : الشجر : كل شيء قام على ساق . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : { والشَّجَرُ } قال : الشجر : كلّ شيء قام على ساق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { والشَّجَرُ } قال : الشجر : شجر الأرض . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } قال : الشجر الذي له سُوْق . وأما قوله { يَسْجُدانِ } فإنه عُني به سجود ظلهما ، كما قال جلّ ثناؤه { ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بالغُدُّوِّ والآصَالِ } كما : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا تميم بن عبد المؤمن ، عن زبرقان ، عن أبي رزين وسعيد { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } قالا : ظلهما سجودهما . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوام ، عن قتادة { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } ما نَزَّل من السماء شيئا من خلقه إلاَّ عَبَّده له طوعاً وكرهاً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، وهو قول قتادة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } قال : يسجد بكرة وعشياً . وقيل { والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدانِ } فثنى وهو خبر عن جمعين . وقد زعم الفراء أن العرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل السدر والنخل ، جعلوا فعلهما واحداً ، فيقولون الشاء والنعم قد أقبل ، والنخل والسدر قد ارتوى ، قال : وهذا أكثر كلامهم ، وتثنيته جائزة . وقوله : { والسَّماءَ رَفَعَها } يقول تعالى ذكره : والسماء رفعها فوق الأرض . وقوله : { وَوَضَعَ المِيزَانَ } يقول : ووضع العدل بين خلقه في الأرض . وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله « وخَفَضَ المِيزَانَ » والخفض والوضع : متقاربا المعنى في كلام العرب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَوَضَعَ المِيزَانَ } قال : العدل . وقوله : { ألاَّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ } يقول تعالى ذكره : ألا تظلموا وتبخَسُوا في الوزن . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ألاَّ تَطْغَوْا في المِيزَانِ } اعدل يا ابن آدم كما تحبّ أن يعدل عليك ، وأوف كما تحبّ أن يُوَفى لك ، فإن بالعدل صلاح الناس . وكان ابن عباس يقول : يا معشر المَوالِي ، إنكم قد وليتم أمرين ، بهما هلك من كان قبلكم ، هذا المكيال والميزان . حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن مغيرة ، عن مسلم ، عن أبي المغيرة ، قال : سمعت ابن عباس يقول في سُوق المدينة : يا معشر الموالي ، إنكم قد بُليتم بأمرين أهلك فيهما أمتان من الأمم : المِكْيال ، والمِيزان . قال : ثنا مروان ، عن مغيرة ، قال : رأى ابن عباس رجلاً يزن قد أرجح ، فقال : أقم اللسان ، أقم اللسان ، أليس قد قال الله : { وأقِيمُوا الْوَزْنَ بالقِسْط وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ } . وقوله : { وأقِيمُوا الوَزْنَ بالقِسْطِ } يقول : وأقيموا لسان الميزان بالعدل . وقوله : { وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ } يقول تعالى ذكره : ولا نتقصوا الوزن إذا وزنتم للناس وتظلموهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { والسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ المِيزَانَ ألاَّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ وأقِيمُوا الوَزْنَ بالقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ } قال قتادة قال ابن عباس : يا معشر الموالي إنكم وليتم أمرين بهما هلك من كان قبلكم ، اتقى الله رجل عند مِيزانه ، اتقى الله رجل عند مكياله ، فإنما يعدله شيء يسير ، ولا ينقصه ذلك ، بل يزيده الله إن شاء الله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأقِيمُوا الوَزْنَ بالقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ } قال : نقصه ، إذا نقصه فقد خَسَّره تخسيره نقصه .