Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 13-16)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني تعالى ذكره بقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } : فبأيّ نِعَم ربكما معشر الجنّ والإنس من هذه النعم تكذّبان . كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سهل السراج ، عن الحسن { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } فبأيّ نعمة ربكما تكذّبان . قال عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } قال : لا بأيتها يا ربّ . حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك النضري ، قالا : ثنا يحيى بن سليمان الطائفي ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن ، أو قُرئت عنده ، فقال : " ما لِي أسْمَعُ الجِنَّ أحْسَنَ جَوَاباً لِرَبِّها مِنْكُمْ ؟ " قالوا : ماذا يا رسول الله ؟ قال : " ما أتَيْتُ على قَوْلِ اللّهِ : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تكَذِّبانِ } ؟ إلاَّ قالَتِ الجِنُّ : لا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنا نُكَذّبُ " حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } يقول : فبأيّ نعمة الله تكذّبان . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } يقول للجنّ والإنس : بأيّ نِعم الله تكذّبان . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش وغيره ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } قال : لا بأيتها ربنا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } قال : الآلاء : القدرة ، فبأيّ آلائه تكذّب خلقكم كذا وكذا ، فبأيّ قُدرة الله تكذّبان أيها الثَّقَلان ، الجنّ والإنس . فإن قال لنا قائل : وكيف قيل : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } فخاطب اثنين ، وإنما ذكر في أوّل الكلام واحد ، وهو الإنسان ؟ قيل : عاد بالخطاب في قوله : { فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ } إلى الإنسان والجانّ ، ويدلّ على أن ذلك كذلك ما بعد هذا من الكلام ، وهو قوله : { خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } . وقد قيل : إنما جعل الكلام خطاباً لاثنين ، وقد ابتدىء الخبر عن واحد ، لما قد جرى من فعل العرب ، تفعل ذلك وهو أن يخاطبوا الواحد بفعل الاثنين ، فيقولون : خلياها يا غلام ، وما أشبه ذلك مما قد بيَّناه من كتابنا هذا في غير موضع . وقوله : { خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } يقول تعالى ذكره : خلق الله الإنسان وهو آدم من صلصال : وهو الطين اليابس الذي لم يطبخ ، فإنه من يبسه له صلصلة إذا حرّك ونقر كالفخار يعني أنه من يُبسه وإن لم يكن مطبوخاً ، كالذي قد طُبخ بالنار ، فهو يصلصل كما يصلصل الفخار ، والفخار : هو الذي قد طُبخ من الطين بالنار . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيريّ ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا مسلم ، يعني الملائيّ ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قوله : { مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : هو من الطين الذي إذا مطرت السماء فيبست الأرض كأنه خزف رقاق . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عثمان بن سعيد ، قال : ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : خلق الله آدم من طين لازب ، واللازب : اللَّزِج الطيب من بعد حمأ مسنون مُنْتن . قال : وإنما كان حَمَأً مسنوناً بعد التراب ، قال : فخلق منه آدم بيده ، قال : فمكث أربعين ليلة جسداً ملقًى ، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله ، فيصلصل فيصوّت ، قال : فهو قول الله تعالى : { كالفَخَّارِ } يقول : كالشيء المنفرج الذي ليس بمصمت . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن سعيد وعبد الرحمن ، قالا : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس قال : الصلصال : التراب المدقق . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قال : الصَّلصال : التراب المدقَّق . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } يقول : الطين اليابس . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة ، في قوله : { مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : الصلصال : طين خُلط برمل فكان كالفخار . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } والصلصال : التراب اليابس الذي يُسمع له صلصلة فهو كالفخار ، كما قال الله عزّ وجلّ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : من طين له صلصلة كان يابساً ، ثم خلق الإنسان منه . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : يبس آدم في الطين في الجنة ، حتى صار كالصلصال ، وهو الفخار ، والحمأ المسنون : المنتن الريح . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : من تراب يابس له صلصلة . قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا شبيب ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّارِ } قال : ما عُصِر ، فخرج من بين الأصابع ، ولو وجّه موجّه قوله : صلصال إلى أنه فعلال من قولهم صلّ اللحم : إذا أنتن وتغيرت ريحه ، كما قيل من صرّ الباب صرصر ، وكبكب من كَبّ ، كان وجهاً ومذهباً . وقوله : { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } يقول تعالى ذكره : وخلق الجانّ من مارج من نار ، وهو ما اختلط بعضه ببعض ، من بين أحمر وأصفر وأخضر ، من قولهم : مَرِج أمر القوم : إذا اختلط ، ومن قول النبيّ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو : " كَيْفَ بِكَ إذَا كُنْتَ فِي حُثالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ " وَذلكَ هُوَ لَهَبُ النَّارِ وَلِسانُهُ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا عبد الله بن يوسف الجبيريّ أبو حفص ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : من أوسطها وأحسنها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } يقول : خلقه من لهب النار من أحسن النار . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } يقول : خالص النار . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عثمان بن سعيد ، قال : ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : خلقت الجنّ الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار ، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا ألهبت . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة ، في قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : من أحسن النار . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت . وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله ، إلاَّ أنه قال : والأحمر . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : هو اللَّهب المنقطع الأحمر . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الضحاك ، في قوله : { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارجٍ مِنْ نارٍ } قال : أحسن النار . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : من لهب النار . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } : أي من لهب النار . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : { مِنْ مارِجٍ مِنْ نار } قال : من لهب النار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : المارج : اللهب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { وَخَلَقَ الجانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ } قال : من لهب من نار . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبان } يقول تعالى ذكره فبأيّ نعمة ربكما معشر الثقلين من هذه النعم تكذّبان ؟