Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 22-25)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : يخرج من هذين البحرين اللذين مرجهما الله ، وجعل بينهما برزخاً اللؤلؤ والمرجان . واختلف أهل التأويل في صفة اللؤلؤ والمرجان ، فقال بعضهم : اللؤلؤ : ما عظم من الدر ، والمرجان : ما صغُر منه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس { اللُّؤلُؤُ وَالمَرْجانُ } قال : اللؤلؤ : العظام . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ } أما اللؤلؤ فعظامه ، وأما المرجان فصغاره ، وإن لله فيهما خزانة دلّ عليها عامة بني آدم ، فأخرجوا متاعاً ومنفعة وزينة ، وبُلغة إلى أجل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ } قال : اللؤلؤ الكبار من اللؤلؤ ، والمرجان : الصغار منه . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ } أما المرجان : فاللؤلؤ الصغار ، وأما اللؤلؤ : فما عظُم منه . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤلُؤُ وَالمَرْجانُ } قال : اللؤلؤ : ما عظُم منه ، والمرجان : اللؤلؤ الصغار . وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : المرجان : هو اللؤلؤ الصغار . وحدثنا عمرو بن سعيد بن بشار القرشي ، قال : ثنا أبو قتيبة ، قال : ثنا عبد الله بن ميسرة الحراني ، قال : ثني شيخ بمكة من أهل الشام ، أنه سمع كعب الأحبار يُسأل عن المرجان ، فقال : هو البسذ . قال أبو جعفر : البسذ له شُعَب ، وهو أحسن من اللؤلؤ . وقال آخرون : المرجان من اللؤلؤ : الكبار ، واللؤلؤ منها : الصغار . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، أو قيس بن وهب ، عن مرّة ، قالَ : المرجان : اللؤلؤ العظام . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : المرجان ، قال : ما عظم من اللؤلؤ . حدثني محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا الحسين بن الحسن الأشقر ، قال : ثنا زُهير ، عن جابر ، عن عبد الله بن يحيى ، عن عليّ ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : المرجان : عظيم اللؤلؤ . وقال آخرون : المرجان : جيد اللؤلؤ . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا شريك ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : سألت مرّة عن اللؤلؤ والمرجان قال : المرجان : جيد اللؤلؤ . وقال آخرون : المرجان : حجر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود { اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ } قال : المرجان حجر . والصواب من القول في اللؤلؤ ، أنه هو الذي عرفه الناس مما يخرج من أصداف البحر من الحبّ وأما المرجان ، فإني رأيت أهل المعرفة بكلام العرب لا يتدافعون أنه جمع مرجانة ، وأنه الصغار من اللؤلؤ ، قد ذكرنا ما فيه من الاختلاف بين متقدمي أهل العلم ، والله أعلم بصواب ذلك . وقد زعم بعض أهل العربية أن اللؤلؤ والمرجان يخرج من أحد البحرين ، ولكن قيل : يخرج منهما ، كما يقال أكلت : خبزاً ولبناً ، وكما قيل : @ وَرأيْتُ زَوْجَكِ فِي الوَغَى مُتَقَلِّدا سَيْفاً وَرُمْحاً @@ وليس ذلك كما ذهب إليه ، بل ذلك كما وصفت من قبل من أن ذلك يخرج من أصداف البحر ، عن قطر السماء ، فلذلك قيل : { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤلُؤُ } يعني بهما : البحران . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس ، قال : إن السماء إذا أمطرت ، فتحت الأصداف أفواهها ، فمنها اللؤلؤ . حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : ثنا أبو يحيى الحماني ، قال : ثنا الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : إذا نزل القطر من السماء تفتَّحت الأصداف فكان لؤلؤاً . حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، قال : ثنا الفريابي ، قال : ذكر سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال : إن السماء إذا أمطرت تفتحت لها الأصداف ، فما وقع فيها من مطر فهو لؤلؤ . حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري ، قال : أخبرنا محمد بن سوار ، قال : ثنا محمد بن سليمان الكوخي ابن أخي عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن عبد الرحمن الأصبهاني ، عن عكرِمة ، قال : ما نزلت قطرة من السماء في البحر إلاَّ كانت بها لؤلؤة أو نبتت بها عنبرة ، فيما يحسب الطبري . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ } فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة : « يُخْرَجُ » على وجه ما لم يسمّ فاعله . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة وبعض المكيين بفتح الياء . والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب ، لتقارب معنييهما . وقوله : { فَبِأَيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نِعم ربكما معشر الثقلين التي أنعم بها عليكم فيما أخرج لكم من نافع هذين البحرين تكذّبان . وقوله : { وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ كالأعْلام } يقول تعالى ذكره : ولربّ المشرقين والمغربين الجواري ، وهي السفن الجارية في البحار . وقوله : { المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الكوفة « المُنْشِئاتُ » بكسر الشين ، بمعنى : الظاهرات السير اللاتي يقبلن ويدبرن . وقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة والمدينة وبعض الكوفيين { المُنْشَئاتُ } بفتح الشين ، بمعن المرفوعات القلاع اللاتي تقبل بهنّ وتدبر . والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى متقاربتاه ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . ذكر من قال في تأويل ذلك ما ذكرناه فيه : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ } قال : ما رفع قلعه من السفن فهي منشئات ، وإذا لم يرفع قلعها فليست بمنشأة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ كالأعْلام } يعني : السفن . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَهُ الجوَارِ المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ كالأعْلامِ } يعني السفن . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَئاتُ فِي البَحْرِ كالأعْلامِ } قال السفن . وقوله : { كالأعْلام } يقول : كالجبال ، شبَّه السفن بالجبال ، والعرب تسمي كل جبل طويل علماً ومنه قوله جرير : @ إذا قَطَعْنا عَلَماً بَدَا عَلَمُ @@ وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبان } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نعم ربكما معشر الجنّ والإنس التي أنعمها عليكم بإجرائه الجواري المنشئات في البحر جارية بمنافعكم تكذّبان .