Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 26-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : كلّ من على ظهر الأرض من جنّ وإنس فإنه هالك ، ويبقى وجه ربك يا محمد ذو الجلال والإكرام وذو الجلال والإكرام من نعت الوجه فلذلك رفع ذو . وقد ذُكر أنها في قراءة عبد الله بالياء « ذي الجَلال والإكْرَام » على أنه من نعت الربّ وصفته . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نِعَم ربكما معشر الثقلين من هذه النعم تكذّبان . وقوله : { يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمَواتِ والأرْضِ } يقول تعالى ذكره : إليه يَفْزع بمسألة الحاجات كلّ من في السموات والأرض ، من مَلَك وإنس وجنّ وغيرهم ، لا غنى بأحد منهم عنه . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ ، كُلَّ يَوْم هُوَ فِي شأْنٍ } لا يستغني عنه أهل السماء ولا أهل الأرض ، يُحْيى حَياً ، ويُمِيت ميتاً ويربي صغيراً ، ويذلّ كبيراً ، وهو مَسْأَل حاجات الصالحين ، ومنتهى شكواهم ، وصريخ الأخيار . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { يَسْئَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأرضِ ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأنٍ } قال : يعني مسألة عباده إياه الرزق والموت والحياة ، كلّ يوم هو في ذلك . وقوله : { كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شأنِ } يقول تعالى ذكره من كلّ يوم في شأن خلقه ، فيفرج كرب ذي كرب ويرفع قوماً ويخفض آخرين ، وغير ذلك من شئون خلقه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن يونس بن خباب ، والأعمش عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير { كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شأنٍ } قال : يجيب داعياً ، ويعطي سائلاً ، أو يفكّ عانياً ، أو يشفي سقيماً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير في قوله : { كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شأنٍ } قال : يفكّ عانياً ، ويشفي سقيماً ، ويجيب داعياً . وحدثني إسماعيل بن إسرائيل اللآل ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، في قوله : { كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شأنٍ } قال : من شأنه أن يعطي سائلاً ، ويفكّ عانياً ، ويجيب داعياً ، ويشفي سقيماً . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شأنٍ } قال : كلّ يوم هو يجيب داعياً ، ويكشف كرباً ، ويجيب مضطرّاً ، ويغفر ذنباً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأْنٍ } يجيب داعياً ، ويعطى سائلاً ، ويفكّ عانياً ، ويتوب على قوم ويغفر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { يَسْئَلَهُ مَنْ فِي السَّمَواتِ والأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأْنٍ } قال : يخلق مخلقاً ، ويميت ميتاً ، ويحدث أمراً . حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، قال : ثنا عمرو بن بكر السكسكي ، قال : ثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني ، عن أبيه عبدة بن رباح ، عن منيب بن عبد الله الأزدي ، عن أبيه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأْنٍ } فقلنا : يا رسول الله ، وماذلك الشأن ؟ قال : " يَغْفِرُ ذَنْباً ، ويُفَرّجُ كَرْباً ، ويَرْفَعُ أقْوَاماً ، وَيَضَعُ آخَرِينَ " . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس : إن الله خلق لوحاً محفوظاً من درّة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور ، وكتابه نور ، عرضه ما بين السماء والأرض ، ينظر فيه كلّ يوم ثلاث مئة وستين نظرة ، يخلق بكل نظرة ، ويُحيي ويميت ، ويُعزّ ويُذلّ ، ويفعل ما يشاء . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نِعَم ربكما معشر الجنّ والإنس التي أنعم عليكم من صرفه إياكم في مصالحكم ، وما هو أعلم به منكم من تقليبه إياكم فيما هو أنفع لكم تكذبان .