Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 32-38)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول { وَفاكِهَةٍ كَثِيرةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ } يقول تعالى ذكره وفيها { فاكِهَةٍ كَثِيرَة } لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات ، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا ، ولا يمنعهم منها ، ولايحول بينهم وبينها شوك على أشجارها ، أو بعدها منهم ، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم ، أو بما على شجرها من الشوك ، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . وقد ذكرنا الرواية فيما مضى قبل ، ونذكر بعضاً آخر منها : حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو هلال ، قال : ثنا قتادة ، في قوله : { لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ } قال : لا يمنعه شوك ولا بعد . وقوله : { وَفُرُشٍ مَرفُوعَةٍ } يقول تعالى ذكره : ولهم فيها فرش مرفوعة طويلة ، بعضها فوق بعض ، كما يقال : بناء مرفوع . وكالذي : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا رشْدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : { وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ } قال : " إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمس مئة عام " . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنا عمرو ، عن درّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ } " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّ ارْتِفاعها … " ثم ذكر مثله . وقوله : { إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً فجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً عُرُباً } يقول تعالى ذكره : إنا خلقناهن خلقاً فأوجدناهنّ قال أبو عبيدة : يعني بذلك : الحور العين اللاتي ذكرهنّ قبل ، فقال : { وَحُورٌ عينٌ كأمْثالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ } { إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً } ، وقال الأخفش : أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً } قال : خلقناهنّ خَلقاً . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن جابر الجُعفي ، عن يزيد بن مرّة ، عن سلمة بن يزيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً } قال : " مِنَ الثَّيِّب والأبْكارِ " . وقوله : { فجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً } يقول : فصيرناهنّ أبكاراً عذارى بعد إذ كنّ . كما : حدثنا حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن يزيد بن أبان الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : { إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً } قال : " عَجائِزَكُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشاً رُمْصاً " . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن موسى بن عُبيدة ، عن يزيد بن أبان الرقاشيّ ، عن أنس بن مالك ، قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً قال : أنْشأَ عَجائِزَكُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشاً رُمْصاً " . حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال : ثنا محمد بن ربيعة الكلابيّ ، عن موسى بن عُبيدة الرَّبَذِيّ ، عن يزيد الرَّقاشيّ ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قوله : { إنَّا أنْشأناهُنَّ إنْشاءً } قال : " مِنْهُنَّ العَجائِزُ اللاَّتِي كُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشاً رُمْصاً " . حدثنا سوار بن عبد الله بن داود ، عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِيّ ، عن يزيد الرَّقاشيّ ، عن أنس بن مالك ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً } قال : " هُنَّ اللَّوَاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيا عَجائِزَ عُمْشاً رُمْصاً " . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عمرو بن عاصم ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن صفوان بن محرز في قوله : { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً فجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً } قال : فهنّ العُجُز الرُّمْصُ . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو هلال ، قال : ثنا قتادة ، فِي قوله : { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً فجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً } قال : إن منهن العُجُزَ الرُّجَّفَ ، أنشأهن الله في هذا الخلق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً } قال قتادة : كان صفوان بن محرز يقول : إن منهنّ العُجُزَ الرُّجَّف ، صيرهنّ الله كما تسمعون . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : قوله : { أبْكاراً } يقول : عَذَارى . حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا محمد بن الفرج الصَّدَفي الدِّمياطيّ ، عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمّ سلمة ، زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت : قلت يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله : { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً عُرُباً أتْرَاباً لأصحَابِ اليَمِينِ } قال : " هُنَّ اللَّوَاتي قُبِضْنَ فِي الدُّنْيا عَجائِزَ رُمْصاً شُمْطاً ، خَلَقَهُنَّ اللّهُ بَعْدَ الكِبَر فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى " . حدثنا أبو عبيد الوَصَّابيّ ، قال : ثنا محمد بن حمير ، قال : ثنا ثابت بن عجلان ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يحدّث عن ابن عباس ، في قوله : { إنَّا أنْشأْناهُنَّ إنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أبْكاراً عُرُباً أتْرَاباً } قال : هن من بني آدم ، نساءكنّ في الدنيا ينشئهنّ الله أبكاراً عذارى عرباً . وقوله : { عُرُباً } يقول تعالى ذكره : فجعلناهنّ أبكاراً غنجات متحببات إلى أزواجهنّ يحسنَّ التبعل وهي جمع ، واحدهن عَرُوب ، كما واحد الرسل رسول ، وواحد القطف قطوف ومنه قول لبيد : @ وفي الْحُدُوجِ عَرُوبٌ غيرُ فاحِشَةٍ رَيَّا الرَّوَادِفِ يَعْشَى دونَها البَصَرُ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا إسماعيل بن أبان ، وإسماعيل بن صبيح ، عن أبي إدريس ، عن ثور بن زيد ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { عُرُباً أتْرَاباً } قال : المَلَقَة . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { عُرُباً } يقول : عواشق . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { عُرُباً } قال : العرب المتحببات المتودّدات إلى أزواجهنّ . حدثني سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، قال : ثنا أيوب ، قال : أخبرنا قرة ، عن الحسن ، قال : العرب : العاشق . حدثني محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن عكرِمة ، أنه قال في هذه الآية { عُرُباً } قال : العرب المغنوجة . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن شعبة ، عن سماك بن عكرِمة قال : هي المغنوجة . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا عُمارة بن أبي حفصة ، عن عكرِمة ، في قوله : { عُرُباً } قال : غنِجات . حدثني عليّ بن الحسن الأزديّ ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أبي إسحاق التيميّ ، عن صالح بن حيان ، عن أبي بريدة { عُرُباً } قال : الشَّكِلة بلغة مكة ، والغِنجة بلغة المدينة . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، قال : سمعت إبراهيم التيمي يعني ابن الزبرقان ، عن صالح ابن حيان ، عن أبي يزيد بنحوه . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن عثمان بن بشار ، عن تميم بن حذلم ، قوله : { عُرُباً } قال : حسن تبعُّل المرأة . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن عثمان بن بشار ، عن تميم بن حذلم في { عُرُباً } قال : العَرِبة : الحسنة التبعل . قال : وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل : إنها لعَرِبة . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أُسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه { عُرُباً } قال : حسنات الكلام . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد ، قال : عواشق . قال : ثنا ابن يمان ، عن شريك ، عن خصيف ، عن مجاهد ، وعكرِمة ، مثله . قال : ثنا ابن إدريس ، عن حصين ، عن مجاهد في { عُرُباً } قال : العرب المتحببات . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد { عُرُباً } قال : العرب : العواشق . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جُبير ، مثله . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن غالب أبي الهُذَيل ، عن سعيد بن جُبَير { عُرُباً } قال : العرب اللاتي يشتهين أزواجهنّ . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : المشتهية لبعولتهنّ . قال : ثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا عثمان بن الأسود ، عن عبد الله بن عبيد الله ، قال : العرب : التي تشتهي زوجها . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن عثمان بن الأسود ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير { عُرُباً } قال : العَرِبة : التي تشتهي زوجها ألا ترى أن الرجل يقول للناقة : إنها لعَرِبة ؟ حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { عُرُباً } قال : عُشَّقاً لأزواجهنّ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { عُرُباً أتْرَاباً } يقول : عشَّق لأزواجهنّ ، يحببن أزواجهنّ حباً شديداً . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، يقول : سمعت الضحاك يقول : العُرُب : المتحببات . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { عُرُباً أتْرَاباً } قال : متحببات إلى أزواجهن . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { عُرُباً } قال : العُرُب : الحسنة الكلام . حدثنا ابن البرقيّ ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : سُئل الأوزاعيّ ، عن { عُرُباً } قال : سمعت يحيى يقول : هنّ العواشق . حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا محمد بن الفرج الصَّدَفيّ الدِّمياطِيّ ، عن عمرو بن هاشم ، عن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أمّ سلمة ، قالت : قلت يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : { عُرُباً أتْرَاباً } قال : " عُرُباً مُتَعَشِّقاتٍ مُتَحَبِّباتٍ ، أتْرَاباً على مِيلادٍ وَاحِدٍ " . حدثني محمد بن حفص أبو عبيد الوصَّابيُّ ، قال : ثنا محمد بن حمير ، قال : ثنا ثابت بن عجلان ، قال : سمعت سعيد بن جُبَير يحدّث عن ابن عباس { عُرُباً } والعَرَب : الشَّوْق . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأه بعض قرّاء المدينة وبعض قرّاء الكوفيين { عُرُباً } بضم العين والراء . وقرأه بعض قرّاء الكوفة والبصرة « عُرْبا » بضم العين وتخفيف الراء ، وهي لغة تميم وبكر ، والضم في الحرفين أولى القراءتين بالصواب لما ذكرت من أنها جمع عروب ، وإن كان فعول أو فعيل أو فعال أذا جُمع ، جُمع على فُعُل بضم الفاء والعين ، مذكراً كان أو مؤنثاً ، والتخفيف في العين جائز ، وإن كان الذي ذكرت أقصى الكلامين عن وجه التخفيف . وقوله : { أتْرَاباً } يعني أنهنّ مستويات على سنّ واحدة ، واحدتهنّ تِرْب ، كما يقال : شَبَه وأَشْباه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ بن الحسين بن الحارث ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن سابور ، عن عطية ، عن ابن عباس ، قال : الأتراب : المستويات . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { أتْرَاباً } قال : أمثالاً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أتْرَاباُ } يعني : سنًّا واحدة . حدثني ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { أتْرَاباً } قال : الأتراب : المستويات . وقوله : { لأَصحَابِ اليَمِينِ } يقول تعالى ذكره : أنشأنا هؤلاء اللواتي وصف صفتهنّ من الأبكار للذين يؤخذ بهم ذات اليمين من موقف الحساب إلى الجنة .