Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 17-18)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { اعْلَمُوا } أيها الناس { أنَّ اللّهَ يُحْيِي الأرْضَ } الميتة التي لا تنبت شيئاً { بَعْدَ مَوْتِها } يعني : بعد دثورها ودروسها ، يقول : وكما نحيي هذه الأرض الميتة بعد دروسها ، كذلك نهدي الإنسان الضّالّ عن الحقّ إلى الحقّ ، فنوفِّقه ونسدّده للإيمان حتى يصير مؤمناً من بعد كفره ، ومهتدياً من بعد ضلاله . وقوله : { قَدْ بَيَّنا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يقول : قد بيَّنا لكم الأدلة والحجج لتعقلوا . وقوله : { إنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقاتِ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار ، خلا ابن كثير وعاصم بتشديد الصاد والدال ، بمعنى أن المتصدّقين والمتصدّقات ، ثم تُدغم التاء في الصاد ، فتجعلها صاداً مشدّدة ، كما قيل : يا أيها المُزَّمِّلُ يعني المتزمل . وقرأ ابن كثير وعاصم « إنَّ المُصَدّقِينَ والمُصَدقاتِ » بتخفيف الصاد وتشديد الدال ، بمعنى : إن الذين صدقوا الله ورسوله . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان صحيح معنى كلّ واحدة منهما فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . فتأويل الكلام إذن على قراءة من قرأ ذلك بالتشديد في الحرفين : أعني في الصاد والدال ، أن المتصدّقين من أموالهم والمتصدّقات { وأقْرَضُوا للّهِ قَرْضاً حَسَناً } يعني بالنفقة في سبيله ، وفيما أمر بالنفقة فيه ، أو فيما ندب إليه { يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أجْرٌ كَرِيمٌ } يقول : يضاعف الله لهم قروضهم التي أقرضوها إياه ، فيوفيهم ثوابها يوم القيامة ، { وَلَهُمْ أجْرٌ كَرِيمٌ } يقول : ولهم ثواب من الله على صدقهم ، وقروضهم إياه كريم ، وذلك الجنة .