Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 140-140)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : قد هلك هؤلاء المفترون على ربهم الكذب ، العادلون به الأوثان والأصنام ، الذين زيَّن لهم شركاؤهم قتل أولادهم ، وتحريم ما حرّمت عليهم من أموالهم ، فقتلوا طاعة لها أولادهم ، وحرّموا ما أحلّ الله لهم ، وجعله لهم رزقاً من أنعامهم سفهاً منهم ، يقول : فعلوا ما فعلوا من ذلك جهالة منهم بما لهم وعليهم ، ونقص عقول ، وضعف أحلام منهم ، وقلة فهم بعاجل ضرّه وآجل مكروهه من عظيم عقاب الله عليه لهم . { افْتِرَاءً على الله } يقول : تكذيباً على الله وتخرّصاً عليه الباطل . { قَدْ ضَلُّوا } يقول : قد تركوا محجة الحقّ في فعلهم ذلك ، وزالوا عن سواء السبيل . { وَما كانُوا مُهْتَدِينَ } يقول : ولم يكن فاعلو ذلك على هدى واستقامة في أفعالهم التي كانوا يفعلون قبل ذلك ، وَلا كانُوا مُهْتَدِينَ للصواب فيها ولا موفقين له . ونزلت هذه الآية في الذين ذكر الله خبرهم في هذه الآيات ، من قوله : { وَجَعَلُوا لله مِمَّا ذَرَأ مِنَ الحَرْثِ والأنْعامِ نَصِيباً } الذين كانوا يبحرون البحائر ، ويسيبون السوائب ، ويئدون البنات . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال عكرمة ، قوله : { الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهُمْ سَفَهاً بغيرِ عِلْمٍ } قال : نزلت فيمن يئد البنات من ربيعة ومضر ، كان الرجل يشترط على امرأته أن تستحيي جارية وتئد أخرى ، فإذا كانت الجارية التي تُوأد غدا الرجل أو راح من عند امرأته وقال لها : أنت عليّ كظهر أمي إن رجعت إليك ولم تئديها فتخدّ لها في الأرض خَدًّا ، وترسل إلى نسائها فيجتمعن عندها ، ثم يتداولنها ، حتى إذا أبصرته راجعاً دسّتها في حفرتها ، ثم سوّت عليها التراب . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، ثم ذكر ما صنعوا في أولادهم وأموالهم ، فقال : { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهُمْ سَفَهاً بغيرِ عِلْمٍ وحَرَّموا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهُمْ سَفَهاً بغير عِلْمٍ } فقال : هذا صنيع أهل الجاهلية ، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويَغْذُو كلبه . وقوله : { وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ } … الآية ، وهم أهل الجاهلية جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحامياً ، تحكُّماً من الشياطين في أموالهم . حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : إذا سرّك أن تعلم جهل العرب ، فاقرأ ما بعد المائة من سورة الأنعام ، قوله : { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهُمْ سَفَهاً بغيرِ عِلْمٍ } … الآية . وكان أبو رزين يتأوّل قوله : { قَدْ ضَلُّوا } أنه معنيّ به قد ضلوا قبل هؤلاء الأفعال من قتل الأولاد وتحريم الرزق الذي رزقهم الله بأمور غير ذلك . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي رزين ، في قوله : { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أوْلادَهُمْ } … إلى قوله : { قَدْ ضَلُّوا } قال : قد ضلوا قبل ذلك .