Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 142-142)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وأنشأ من الأنعام حَمولة وفرشاً ، مع ما أنشأ من الجنات المعروشات وغير المعروشات . والحمولة : ما حمل عليه من الإبل وغيرها ، والفرش : صغار الإبل التي لم تدرك أن يحمل عليها . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : الحمولة : ما حمل عليه من كبار الإبل ومسانها والفرش : صغارها التي لا يحمل عليها لصغرها . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، في قوله : { حَمُولَةً وفَرْشاً } قال : الحمولة : الكبار من الإبل وفَرْشاً : الصغار من الإبل . وقال : ثنا أبي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : الحمولة هي الكبار ، والفرش : الصغار من الإبل . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، قال : الحمولة : ما حمل من الإبل ، والفرش : ما لم يحمل . وبه عن إسرائيل ، عن خصيف ، عن مجاهد : الحمولة : ما حمل من الإبل ، والفرش : ما لم يحمل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { وَفَرْشاً } قال : صغار الإبل . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، في قوله : { حَمُولَةً وَفَرْشاً } قال : الحمولة : الكبار ، والفرش : الصغار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود في قوله : { حَمُولَةً وَفَرْشاً } الحمولة : ما حمل من الإبل ، والفرش : هنّ الصغار . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص عن عبد الله ، أنه قال في هذه الآية : { حَمُولَةً وفَرْشاً } قال : الحمولة : ما حمل عليه من الإبل ، والفرش : الصغار . قال ابن المثنى ، قال محمد ، قال شعبة : إنما كان حدثني سفيان عن ابن إسحاق . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : قال الحسن : الحمولة من الإبل والبقر . وقال بعضهم : الحمولة من الإبل ، وما لم يكن من الحمولة فهو الفرش . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الحسن : { حَمُولَةً وفَرْشاً } قال : الحمولة : ما حمل عليه ، والفرش : حواشيها ، يعني صغارها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَمِنَ الأنْعامِ حَمُولَةً وفَرْشاً } فالحمولة ما حمل من الإبل ، والفرش : صغار الإبل ، الفصيل وما دون ذلك مما لا يحمل . ويقال : الحمولة : من البقر والإبل ، والفرش : الغنم . وقال آخرون : الحمولة : ما حمل عليه من الإبل والخيل والبغال وغير ذلك ، والفرش : الغنم . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : { وَمِنَ الأنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } فأما الحمولة : فالإبل والخيل والبغال والحمير ، وكلّ شيء يحمل عليه وأما الفرش : فالغنم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس : الحمولة من الإبل : والبقر ، وفرشاً : المعز والضأن . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَمِنَ الأنْعامِ حَمُولَةً وفَرْشاً } قال : أما الحمولة : فالإبل والبقر . قال : وأما الفرش : فالغنم . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، كان غير الحسن يقول : الحمولة : الإبل والبقر ، والفرش : الغنم . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَمِنَ الأنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } أما الحمولة : فالإبل . وأما الفرش : فالفُصلان والعجاجيل والغنم ، وما حمل عليه فهو حمولة . حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : ثنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { حَمُولَةً وَفَرْشاً } الحمولة : الإبل ، والفرش ، الغنم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الحسن : { وفَرْشاً } قال : الفرش : الغنم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { حَمُولَةً وفَرْشاً } قال : الحمولة : ما تركبون ، والفرش : ما تأكلون وتحلبون ، شاة لا تحمل ، تأكلون لحمها ، وتتخذون من أصوافها لحافاً وفرشاً . والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن الحمولة : هي ما حمل من الأنعام ، لأن ذلك من صفتها إذا حملت ، لا أنه اسم لها كالإبل والخيل والبغال فإذا كانت إنما سميت حمولة لأنها تحمل ، فالواجب أن يكون كلّ ما حمل على ظهره من الأنعام فحمولة ، وهي جمع لا واحد لها من لفظها ، كالرَّكوبة والجَزُورة . وكذلك الفرش إنما هو صفة لما لطف فقرب من الأرض جسمه ، ويقال له الفرش . وأحسبها سميت بذلك تمثيلاً لها في استواء أسنانها ولطفها بالفرش من الأرض ، وهي الأرض المستوية التي يتوطؤها الناس . فأما الحُمولة بضمّ الحاء : فإنها الأحمال ، وهي الحُمُول أيضاً بضم الحاء . القول في تأويل قوله تعالى : { كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } . يقول جلّ ثناؤه : كلوا مما رزقكم الله أيها المؤمنون ، فأحلّ لكم ثمرات حروثكم وغروسكم ولحوم أنعامكم ، إذ حرّم بعض ذلك على أنفسهم المشركون بالله ، فجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ، وللشيطان مثله ، فقالوا : هذا لله بزعمهم ، وهذا لشركائنا . { وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ } كما اتبعها باحرو البحيرة ومسيبو السوائب ، فتحرموا على أنفسكم من طيب رزق الله الذي رزقكم ما حرموه ، فتطيعوا بذلك الشيطان وتعصوا به الرحمن . كما : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ } : لا تتبعوا طاعته هي ذنوب لكم ، وهي طاعة للخبيث . إن الشيطان لكم عدوّ يبغي هلاككم وصدّكم عن سبيل ربكم ، { مُبِينٌ } قد أبان لكم عدوانه بمناصبته أباكم بالعداوة ، حتى أخرجه من الجنة بكيده وخدعه ، وحسداً منه له وبغياً عليه .