Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 144-144)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وتأويل قوله : { وَمِنَ الإبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أمِ الأُنْثَيَيْنِ أمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أرْحامُ الأنْثَيَيْنِ } نحو تأويل قوله : { مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ } وهذه أربعة أزواج ، على نحو ما بينا من الأزواج الأربعة قبل من الضأن والمعز ، فذلك ثمانية أزواج كما وصف جلّ ثناؤه . وأما قوله : { أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءِ إذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا فَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى على الله كَذِبا لِيُضِلَّ النَّاسَ بغيرِ عِلْمٍ } فإنه أمر من الله جلّ ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء الجهلة من المشركين الذين قصّ قصصهم في هذه الآيات التي مضت ، يقول له عزّ ذكره : قل لهم يا محمد ، أيّ هذه سألتكم عن تحريمه حرّم ربكم عليكم من هذه الأزواج الثمانية ؟ فإن أجابوك عن شيء مما سألتهم عنه من ذلك ، فقل لهم : أخبراً قلتم إن الله حرّم هذا عليكم أخبركم به رسول عن ربكم ، أم شهدتم ربكم فرأيتموه فوصاكم بهذا الذي تقولون وتردّون على الله ؟ فإن هذا الذي تقولون من إخباركم عن الله أنه حرام بما تزعمون على ما تزعمون ، لا يُعلم إلا بوحي من عنده مع رسول يرسله إلى خلقه ، أو بسماع منه ، فبأيّ هذين الوجهين علمتم أن الله حرّم ذلك كذلك برسول أرسله إليكم ؟ فأنبئوني بعلم إن كنتم صادقين أم شهدتم ربكم ، فأوصاكم بذلك وقال لكم : حرّمت ذلك عليكم ، فسمعتم تحريمه منه وعهده إليكم بذلك ؟ فإنه لم يكن واحد من هذين الأمرين . يقول جلّ ثناؤه : { فمنْ أظْلمُ مِمَّنِ افترَى عَلى اللّهِ كِذباً } يقول : فمن أشدّ ظلماً لنفسه وأبعد عن الحقّ ممن تخرّص على الله قيل الكذب وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم وتحليل ما لم يحلل . { لِيُضِلَّ النَّاسَ بغيرِ عِلْمٍ } يقول : ليصدّهم عن سبيله : { إنَّ اللّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ } يقول : لا يوفق الله للرشد من افترى على الله وقال عليه الزور والكذب وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم كفراً بالله وجحوداً لنبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . كالذي : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا } الذي تقولون . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : كانوا يقولون يعني الذين كانوا يتخذون البحائر والسوائب : إن الله أمر بهذا . فقال الله : { فَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى على اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بغيرِ عِلْمٍ } .