Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 8-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { فَلا تُطِعْ } يا محمد { المُكَذّبِينَ } بآيات الله ورسوله { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } . اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ودّ المكذّبون بآيات الله لو تكفر بالله يا محمد فيكفرون . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { لَوْتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } يقول : ودّوا لو تكفر فيكفرون . حُدثت عن الحسين ، فقال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } قال : تكفُر فيكفرون . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَدُّوا لَوْتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } قال : تكفر فيكفرون . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ودّوا لو تُرخِّص لهم فيُرخِّصون ، أو تلين في دينك فيلينون في دينهم . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { لَو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } يقول : لو ترخص لهم فيرخِّصون . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } قال : لو تَرْكَنُ إلى آلهتهم ، وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيمالؤنك . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } يقول : ودّوا يا محمد لو أدهنت عن هذا الأمر ، فأدهنوا معك . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } قال : ودّوا لو يُدْهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُدْهنون . وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : ودّ هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم ، فيلينون لك في عبادتك إلهك ، كما قال جلّ ثناؤه : { وَلَوْلا أنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ المَماتِ } وإنما هو مأخوذ من الدُّهن شبه التليين في القول بتليين الدُّهن . وقوله : { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ } ولا تطع يا محمد كلّ ذي إكثار للحلف بالباطل مَهِين : وهو الضعيف . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . غير أن بعضهم وجه معنى المهين إلى الكذّاب ، وأحسبه فعل ذلك لأنه رأى أنه إذا وصف بالمهانة فإنما وصف بها لمهانة نفسه كانت عليه ، وكذلك صفة الكذوب ، إنما يكذب لمهانة نفسه عليه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّف مَهِين } والمهين : الكذّاب . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { حَلاَّفٍ مَهِينٍ } قال : ضعيف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ } وهو الكثار في الشرّ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : { كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ } يقول : كلّ مكثار في الحلف مهين ضعيف . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن الحسن وقتادة { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ } قال : هو المِكثار في الشرّ . وقوله : { هَمَّازٍ } يعني : مغتاب للناس يأكل لحومهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { هَمَّازٍ } يعني الاغتياب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { هَمَّازٍ } : يأكل لحوم المسلمين . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله { هَمَّازٍ } قال : الهماز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، وليس باللسان وقرأ : { وَيْلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الذي يلمز الناس بلسانه ، والهمز أصله الغمز ، فقيل للمغتاب : هماز ، لأنه يطعن في أعراض الناس بما يكرهون ، وذلك غمز عليهم . وقوله : { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } يقول : مشاء بحديث الناس بعضهم في بعض ، ينقل حديث بعضهم إلى بعض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعد ، عن قتادة { هَمَّازٍ } : يأكل لحوم المسلمين { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } : ينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } : يمشي بالكذب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبي ، في قوله : { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } قال : هو الأخنس ابن شريق ، وأصله من ثقيف ، وعداده في بني زُهْرة .