Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 34-37)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره مخبراً عن هذا الشقيّ الذي أوتي كتابه بشماله : إنه كان في الدنيا لا يحضُّ الناس على إطعام أهل المسكنة والحاجة . وقوله : { فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَهُنا حَمِيمٌ } يقول جلّ ثناؤه : فليس له اليوم وذلك يوم القيامة ها هنا ، يعني في الدار الآخرة حميم ، يعني قريب يدفع عنه ، ويغيثه مما هو فيه من البلاء ، كما : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ ههُنا حَمِيمٌ } القريب في كلام العرب { ولا طَعامٌ إلا مَنْ غِسْلِينٍ } يقول جلّ ثناؤه : ولا له طعام كما كان لا يحضّ في الدنيا على طعام المسكين ، إلا طعام من غسلين ، وذلك ما يسيل من صديد أهل النار . وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : كلّ جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين ، فعلين من الغسل من الجراح والدَّبر ، وزيد فيه الياء والنون بمنزلة عفرين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَلا طَعامٌ إلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } صديد أهل النار . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { وَلا طَعامٌ إلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } قال : ما يخرج من لحومهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلا طَعامٌ إلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } شرّ الطعام وأخبثه وأبشعه . وكان ابن زيد يقول في ذلك ما : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلا طَعامٌ إلاَّ مِنْ غِسلِينٍ } قال : الغسلين والزقوم لا يعلم أحد ما هو . وقوله : { لا يأْكُلُهُ إلاَّ الخاطِئُونَ } يقول : لا يأكل الطعام الذي من غسلين إلا الخاطئون ، وهم المذنبون الذين ذنوبهم كفر بالله .