Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 112-113)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن مَشْوَرَةِ الـملإ من قوم فرعون علـى فرعون ، أن يرسل فـي الـمدائن حاشرين ، يحشرون كلّ ساحر علـيـم . وفـي الكلام مـحذوف اكتفـي بدلالة الظاهر من إظهاره ، وهو : فأرسل فـي الـمدائن حاشرين يحشرون السحرة ، فجاء السحرة فرعون { قالُوا إنَّ لَنَا لأجْراً } يقول : إن لنا لثوابـا علـى غلبتنا موسى عندك ، { إنْ كُنَّا } يا فرعون { نَـحْنُ الغَالِبـينَ } . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا العبـاس ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا الأصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبـي أيوب ، قال : ثنـي سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، قال : فأرسل فـي الـمدائن حاشرين ، فحشر له كلّ ساحر متعالـم فلـما أتوا فرعون ، قالوا : بـم يعمل هذا الساحر ؟ قالوا : يعمل بـالـحيات ، قالوا : والله ما فـي الأرض قوم يعملون بـالسحر والـحيات والـحبـال والعصيّ أعلـم منَّا ، فما أجرنا إن غلبنا ؟ فقال لهم : أنتـم قرابتـي وحاميتي ، وأنا صانع إلـيكم كلّ شيء أحببتـم . حدثنـي عبد الكريـم بن الهيثم قال : ثنا إبراهيـم بن بشار ، قال : ثنا سفـيان ، قال : ثنا أبو سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : قال فرعون : لا نغالبه يعنـي موسى إلا بـمن هو منه . فأعدّ علـماء من بنـي إسرائيـل ، فبعث بهم إلـى قرية بـمصر يقال لها الفرما ، يعلِّـمونهم السحر ، كما يُعَلَّـمُ الصبـيان الكتَّاب فـي الكتاب . قال : فعلـموهم سحرا كثـيرا . قال : وواعد موسى فرعون موعدا فلـما كان فـي ذلك الـموعد بعث فرعون ، فجاء بهم وجاء بـمعلـمهم معهم ، فقال له : ماذا صنعت ؟ قال : قد علـمتهم من السحر سحراً لا يطيقه سحر أهل الأرض ، إلا أن يكون أمراً من السماء ، فإنه لا طاقة لهم به ، فأما سحر أهل الأرض فإنه لن يغلبهم فلـما جاءت السحرة قالوا لفرعون : { إنَّ لَنَا لأجْراً إنْ كُنَّا نَـحْنُ الغالِبِـينَ } قال : نعم { وَإنَّكُمْ إذَنْ لَـمِنَ الـمُقَرّبِـينَ } حدثنـي موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { فَأرْسِلَ فِرْعَوْنُ فِـي الـمَدَائِنِ حاشِرِينَ } فحشروا علـيه السحرة ، فلـما جاء السحرة فرعون قالُوا { إنَّ لَنَا لأجْرا إنْ كُنَّا نَـحْنُ الغالِبِـينَ } يقول : عطية تعطينا { إنْ كُنَّا نَـحْنُ الغالِبـينَ قالَ نَعَمْ وَإنَّكُمْ لَـمِنَ الـمُقَرِّبِـينَ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { أرْجِهْ وأخاهُ وأرْسِلْ فِـي الـمَدَائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلّ ساحِرٍ عَلِـيـمٌ } : أي كاثره بـالسحرة لعلك أن تـجد فـي السحرة من يأتـي بـمثل ما جاء به ، وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطانه ، وبعث فرعون فـي مـملكته ، فلـم يترك فـي سلطانه ساحر إلا أتـي به . فذكر لـي والله أعلـم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر فلـما اجتـمعوا إلـيه أمرهم أمره ، وقال لهم : قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قطّ ، وإنكم إن غلبتـموه أكرمتكم وفضلتكم ، وقرّبتكم علـى أهل مـملكتـي ، قالوا : وإن لنا ذلك إن غلبناه ؟ قال : نعم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الـحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة ، قال : السحرة كانوا سبعين . قال أبو جعفر : أحسبه أنه قال : ألفـا . قال ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا موسى بن عبـيدة ، عن ابن الـمنذر ، قال : كان السحرة ثمانـين ألفـا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن عبد العزيز بن رفـيع ، عن خيثمة ، عن أبـي سودة ، عن كعب ، قال : كان سحرة فرعون اثنـي عشر ألفـاً .