Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 23-24)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره مخبراً عن إخبار نوح ، عن قومه : { وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وُدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } . كان هؤلاء نفراً من بني آدم فيما ذُكر عن آلهة القوم التي كانوا يعبدونها . وكان من خبرهم فيما بلغنا ما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى ، عن محمد بن قيس { وَيَعُوقَ وَنَسْراً } قال : كانوا قوماً صالحين من بني آدم ، وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صوّرناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم ، فصوّروهم ، فلما ماتوا ، وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يُسقون المطر فعبدوهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام . وقال آخرون : هذه أسماء أصنام قوم نوح . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } قال : كان ودّ لهذا الحيّ من كَلْب بدومة الجَندل ، وكانت سُواع لهذيل برياط ، وكان يغوث لبني غُطَيف من مُراد بالجُرْف من سَبأ ، وكان يعوق لهمدان ببلخع ، وكان نسر لذي كلاع من حِمْير قال : وكانت هذه الآلهة يعبدها قوم نوح ، ثم اتخذها العرب بعد ذلك . واللَّهِ ما عدا خشبة أو طينة أو حجراً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } قال : كانت آلهة يعبدها قوم نوح ، ثم عبدتها العرب بعد ذلك ، قال : فكان ودّ لكلب بدومة الجندل ، وكان سُواعٌ لهُذَيل ، وكان يغوث لبني غطيف من مراد بالجُرف ، وكان يعوق لهمْدان ، وكان نَسْر لذي الكُلاع من حِمْير . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { ولا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } قال : هذه أصنام كانت تُعبد في زمان نوح . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } قال : هذه أصنام ، وكانت تُعبد في زمان نوح . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } هي آلهة كانت تكون باليمن . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلا يَغُوثَ وَيَعَوقَ وَنَسْراً } قال : هذه آلهتهم التي يعبدون . واختلفت القرّاء في قراءة قوله { وَدّاً } فقرأته عامة قرّاء المدينة : « وُدّاً » بضم الواو . وقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة : { وَدّاً } بفتح الواو . والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان في قرّاء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { وَقَدْ أضَلُّوا كَثِيراً } يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح : وقد ضلّ بعبادة هذه الأصنام التي أُحدثت على صور هؤلاء النفر المسمينَ في هذا الموضع كثير من الناس فنُسِب الضّلال إذ ضَلَّ بها عابدوها إلى أنها المُضِلة . وقوله : { وَلا تَزدِ الظَّالِمِينَ إلاَّ ضَلالاً } يقول : ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم بآياتنا إلا ضلالاً ، إلا طبعاً على قلبه ، حتى لا يهتدي للحقّ .