Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 11-13)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيلهم : { وأنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ } وهم المسلمون العاملون بطاعة الله { وَمنَّا دُونَ ذلكَ } يقول : ومنا دون الصالحين { كُنَّا طَرائقَ قدَداً } يقول : وأنا كنا أهواء مختلفة ، وفِرَقا شتى ، منا المؤمن والكافر . والطرائق : جمع طريقة ، وهي طريقة الرجل ومذهبه . والقِدد : جمع قدّة ، وهي الضروب والأجناس المختلفة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، في قوله : { طَرَائقَ قِدَداً } يقول : أهواء مختلفة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً } يقول : أهواء شتى ، منا المسلم ، ومنا المشرك . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً } كان القوم على أهواء شتَّى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { طَرَائِقَ قِدَداً } قال : أهواء . حدثني ابن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً } قال : مسلمين وكافرين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً } قال : شتَّى ، مؤمن وكافر . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً } قال : صالح وكافر وقرأ قول الله : { وأنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلكَ } . وقوله : { وأنَّا ظَنَنَّا أنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأرْضِ } يقول : وأنا علمنا أن لن نُعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءاً { وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً } إن طلبنا فنفوته . وإنما وصفوا الله بالقدرة عليهم حيث كانوا . { وأنَّا لَمَّا سَمِعْنا الهُدَى آمَنَّا بِهِ } يقول : قالوا : وأنا لما سمعنا القرآن الذي يهدي إلى الطريق المستقيم آمنا به ، يقول : صدّقنا به ، وأقررنا أنه حق من عند الله ، فمن يؤمن بربه { فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً } يقول : فمن يصدّق بربه فلا يخاف بخساً : يقول : لا يخاف أن ينقص من حسناته ، فلا يجازي عليها ولا رَهَقاً : ولا إثماً يحمل عليه من سيئات غيره ، أو سيئة يعملها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فَلا يخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً } يقول : لا يخاف نقصاً من حسناته ، ولا زيادة في سيئاته . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً } يقول : ولا يخاف أن يبخس من عمله شيء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَلا يخافُ بَخْساً } : أي ظلماً ، أن يظلم من حسناته فينقص منها شيئا ، أو يحمل عليه ذنب غيره { وَلا رَهَقاً } ولا مأثماً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَلا يَخافُ بخْساً وَلا رَهَقاً } قال : لا يخاف أن يبخس من أجره شيئاً ، ولا رهقاً فيظلم ولا يعطى شيئاً .