Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 16-17)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحقّ والاستقامة { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غدَقاً } يقول : لو سَّعنا عليهم في الرزق ، وبسطناهم في الدنيا لنفتنهم فيه ، يقول لنختبرهم فيه . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأنْ لَو اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } يعني بالاستقامة : الطاعة . فأما الغدق فالماء الطاهر الكثير { لِنَفْتنَهُمْ فِيهِ } يقول : لنبتليهم به . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ } طريقة الإسلام { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : نافعاً كثيراً ، لأعطيناهم مالاً كثيراً { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } حتى يرجعوا لما كتب عليهم من الشقاء . حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي ، قال : ثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد { وَأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ } قال : طريقة الحقّ { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } يقول مالاً كثيراً { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } قال : لنبتليهم به حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشقاء . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن مجاهد ، عن أبيه ، مثله . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن مجاهد { وَأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ } قال : الإسلام { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال الكثير { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } قال : لنبتليهم به . قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن غير واحد ، عن مجاهد { ماءً غَدَقاً } قال الماء . والغدق : الكثير { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } حتى يرجعوا إلى علمي فيهم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : لأعطيناهم مالاً كثيراً ، قوله : { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } قال : لنبتليهم . حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن بعض أصحابه ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جُبير في قوله : { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ } قال : الدين { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : مالاً كثيراً { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } يقول : لنبتليهم به . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا . قال الله : { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } يقول : لنبتليهم بها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : لو اتقوا لوسع عليهم في الرزق { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } قال : لنبتليهم فيه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس { ماءً غَدَقاً } قال : عيشاً رَغداً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : الغدق الكثير : مال كثير { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنختبرهم فيه . حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال : ثنا المطلب بن زياد ، عن التيمي ، قال : قال عمر رضي الله عنه في قوله : { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } قال : أينما كان الماء كان المال وأينما كان المال كانت الفتنة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأن لو استقاموا على الضلالة لأعطيناهم سعة من الرزق لنستدرجهم بها . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت عمران بن حدير ، عن أبي مُجَلِّز ، قال : وأن لو استقاموا على طريقة الضلالة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأن لو استقاموا على طريقة الحقّ وآمنوا لوسعنا عليهم . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله { وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطَّرِيقَةِ } قال : هذا مثل ضربه الله كقوله : { وَلَوْ أنَّهُمْ أقامُوا التَّوْرَاةَ والإنْجيلَ وَما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِم وَمِنْ تَحْتِ أرْجُلِهمْ } وقوله تعالى : { وَلَوْ أنَّ أهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهمْ بَرَكاتٍ من السَّماءِ والأرْضِ } والماء الغَدَقَ يعني : الماء الكثير { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنبتليهم فيه . وقوله : { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } يقول عزّ وجل : ومن يُعرض عن ذكر ربه الذي ذكره به ، وهو هذا القرآن ومعناه : ومن يعرض عن استماع القرآن واستعماله ، يسلكه الله عذاباً صعدا : يقول : يسلكه الله عذابا شديداً شاقاً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْه عَذَاباً صَعَداً } يقول : مشقة من العذاب يصعد فيها . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثني أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { عَذَاباً صَعَداً } قال : مشقة من العذاب . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { عَذَاباً صَعَداً } قال : جبل في جهنم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } عذاباً لا راحة فيه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { عَذَاباً صَعَداً } قال : صَعوداً من عذاب الله لا راحة فيه . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } قال : الصعد : العذاب المنصب . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { يَسْلُكْه } فقرأه بعض قرّاء مكة والبصرة : « نَسْلُكْهُ » بالنون اعتبارا بقوله : { لِنَفْتِنَهُمْ } أنها بالنون . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة بالياء ، بمعنى : يسلكه الله ، ردّاً على الربّ في قوله : { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ } .