Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 8-12)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني جلّ ثناؤه بقوله : { فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ } ، فذلك يومئذ يوم شديد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن فضيل وأسباط ، عن مطرِّف ، عن عطية العوفيِّ ، عن ابن عباس ، في قوله { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنى جَبْهَتَهُ يَسْتَمعُ مَتى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ " ، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف نقول ؟ فقال : " تقولون : { حَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلى اللَّهِ تَوَكَّلْنا } " حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : إذا نُفخ في الصور . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } مثله . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن شريك ، عن جابر ، عن مجاهد { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : إذا نُفخ في الصور . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : في الصور ، قال : هي شيء كهيئة البوق . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : هو يوم يُنفخ في الصور الذي ينفخ فيه قال ابن عباس : إن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه ، فقال : " كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ ، وَحَنى جَبْهَتَهُ ، ثُمَّ أقْبَلَ بأُذُنِهِ يَسْتَمِعُ مَتى يُؤْمَرُ بالصَّيْحَة " فاشتدّ ذلك على أصحابه ، فأمرهم أن يقولوا : « حَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، على اللَّهِ تَوَكِّلْنا » . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } يقول : الصور . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال الحسن : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : إذا نُفخ في الصُّور . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } والناقور : الصور ، والصور : الخلق . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } يعني : الصُّور . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : الناقور : الصور . حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع مثله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ } قال : الصور . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فَذَلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } يقول : شديد . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله تعالى ذكره : { فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } فبين الله على من يقع { على الكافرين غير يسير } . وقوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : كل يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيداً ، لا شيء له من مال ولا ولد إليّ . وذُكر أنه عُنِي بذلك : الوليد بن المغيرة المخزومي . ذكر من قال ذلك : حدثنا سفيان ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا يونُس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد ، عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : أنزل الله في الوليد بن المغيرة قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } وقوله : { فَوَرَبِّكَ لَنَسألَنَّهُمْ أجَمعِينَ … } إلى آخرها . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } قال : خلقته وحده ليس معه مال ولا ولد . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن محمد بن شريك ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } قال : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكذلك الخلق كلهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } وهو الوليد بن المغيرة ، أخرجه الله من بطن أمه وحيداً لا مال له ولا ولد ، فرزقه الله المال والولد ، والثروة والنماء . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } … إلى قوله : { إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } … حتى بلغ { سأُصْلِيهِ سَقَرَ } قال : هذه الآية أُنزلت في الوليد بن المُغيرة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } يعني الوليد بن المغيرة . { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } . اختلف أهل التأويل في هذا المال الذي ذكره الله ، وأخبر أنه جعله للوحيد ما هو ، وما مبلغه ؟ فقال بعضهم : كان ذلك دنانير ، ومبلغها ألف دينار . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن مجاهد : { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } قال : كان ماله ألف دينار . حدثنا صالح بن مسمار المروزي ، قال : ثنا الحارث بن عمران الكوفيّ ، قال : ثنا محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جُبير ، في قوله : { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } قال : ألف دينار . وقال آخرون : كان ماله أربعة آلاف دينار . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } قال : بلغني أنه أربعة آلاف دينار . وقال آخرون : كان ماله أرضاً . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن المثنى ، قال : ثني وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم ، في قوله : { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } قال : الأرض . حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم مثله . وقال آخرون : كان ذلك غلة شهر بشهر . ذكر من قال ذلك : حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا حلبس إمام مسجد ابن علية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عمر رضي الله عنه ، في قوله : { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } قال : غلة شهر بشهر . حدثني أبو حفص الحيري ، قال : ثنا حلبس الضُّبَعي ، عن ابن جريج ، عن عطاء مثله ، ولم يقل عن عمر . حدثنا أحمد بن الوليد الرملي ، قال : ثنا غالب بن حلبس ، قال : ثنا أبي ، عن ابن جريج ، عن عطاء مثله ، ولم يقل عن عمر . حدثنا أحمد بن الوليد ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، قال : ثنا حلبس بن محمد العجلي ، عن ابن جريج عن عطاء ، عن عمر مثله . والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله : { وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً } وهو الكثير . الممدود عدده أو مساحته .