Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 31-36)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فلم يصدّق بكتاب الله ، ولم يصلّ له صلاة ، ولكنه كذّب بكتاب الله ، وتولى فأدبر عن طاعة الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فلا صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى } لا صدّق بكتاب الله ، ولا صلى لله ، { وَلَكِنْ كَذَّبَ وتَوَلَّى } كذّب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله . وقوله { ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَّى } يقول تعالى ذكره : ثم مضى إلى أهله منصرفاً إليهم ، يتبختر في مشِيته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَّى } : أي يتبختر . حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن ميسرة بن عبيد ، عن زيد بن أسلم ، في قوله : { ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَّى } قال : يتبختر ، قال : هي مشية بني مخزوم . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن إسماعيل بن أمية ، عن مجاهد { ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَّى } قال : رأى رجلاً من قريش يمشي ، فقال : هكذا كان يمشي كما يمشي هذا ، كان يتبختر . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { يَتَمَطَّى } قال : يتبختر وهو أبو جهل ابن هشام ، كانت مِشيته . وقيل : إن هذه الآ ية نزلت في أبي جهل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { يَتَمَطَّى } قال : أبو جهل . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطَّى } قال : هذا في أبي جهل متبختراً . وإنما عُني بقوله { يَتَمَطَّى } يلوي مطاه تبختراً ، والمطا : هو الظهر ، ومنه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذَا مَشَتْ أُمَّتِي المُطَيطَاءَ " وذلك أن يلقي الرجل بيديه ويتكفأ . وقوله { أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمَّ أوْلَى لَكَ فأَوْلَى } هذا وعيد من الله على وعيد لأبي جهل ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمَّ أوْلَى لَكَ فأَوْلَى } وعيد على وعيد ، كما تسمعون ، زعم أن هذا أنزل في عدوّ الله أبي جهل . ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أخذ بمجامع ثيابه فقال : { أَوْلَى لَكَ فأَوْلى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فأَوْلَى } فقال عدوّ الله أبو جهل : أيوعدني محمد والله ما تستطيع لي أنت ولا ربك شيئاً والله لأنا أعزّ من مشى بين جبليها . . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : أخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيده ، يعني بيد أبي جهل ، فقال : { أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمَّ أوْلَى لكَ فأَوْلَى } فقال : يا محمد ما تستطيع أنت وربك فيّ شيئاً ، إني لأعزّ من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر أشرف عليهم فقال : لا يُعبد الله بعد هذا اليوم ، وضرب الله عنقه ، وقتله شرّ قِتلة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمَّ أوْلَى لَكَ فأَوْلى } قال : قال أبو جهل : إن محمداً ليوعدني ، وأنا أعزّ أهل مكة والبطحاء ، وقرأ { فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ واقْتَرِبْ } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : قلت لسعيد بن جُبير : أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم من قِبَل نفسه ، أم أمر أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قِبَل نفسه ، ثم أنزل الله : { أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمَّ أوْلَى لَكَ فأَوْلَى } . وقوله : { أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى } يقول تعالى ذكره : أيظنّ هذا الإنسان الكافر بالله أن يترك هملاً ، أن لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يتعبد بعبادة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس قوله : { أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى } يقول : هملاً . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى } قال : لا يُؤمر ، ولا يُنْهى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى } قال : السديّ : الذي لا يفترض عليه عمل ولا يعمل .